responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 217


قلوب عمي ، وآذان صم ، وألسنة بكم ، متبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة . ) [1] .
وهكذا فعلت سياسة معاوية فعلها في مجتمع الامام ، فتمالا رؤساء أصحابه على الخيانة ، وتخاذلوا عن نصره فلا يجيبونه حين يدعوهم ، ولا ينصرونه حين يستنصرهم ، وما أكثر خطبه وكلماته التي أعلن فيها شكواه منهم ، وبرمه بهم ، من ذلك قوله عليه السلام :
( يا أشباه الرجال ولا رجال ! حلوم الأطفال ، وعقول ربات الحجال [2] . لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم ، معرفة والله جرت ندما ، وأعقبت سدما [3] . قاتلكم الله ! لقد ملأتم قلبي قيحا ، وشحنتم صدري غيظا ، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا [4] ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ، حتى قالت قريش : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب . . ) [5] .
وقد ظهر أثر هذه السياسة على أشده بعد صفين ، فحين انتهت مهزلة التحكيم



[1] نهج البلاغة ، رقم النص : 106 .
[2] حجال : جمع حجلة ، وهي القبة تكون فيها المرأة ، وموضع يزن بالثياب للعروس . وربات الحجال : النساء .
[3] السدم : الهم مع أسف أو غيظ .
[4] النغب : بمعنى جرع ، وعلى وزنها ، وهي جمع نغبة كجرعة ، وبمعناها . والتهمام - بالفتح - الهم . وقوله ( أنفاسا ) أي جرعة بعد جرعة .
[5] نهج البلاغة ، رقم الخطبة : 27 .

217

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست