responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 214


أفدح الظلم ، في سبيل أن يحصل منهم على مزيد من المال يغذي به أطماع حفنة من رؤساء القبائل العربية يؤلفون جهازه العسكري المتأهب دائما لقمع أي حركة تحررية تقوم بها جماعة من الناس .
وقد آتت هذه السياسة أكلها جيدا في العراق .
فقد كان رؤساء القبائل في العراق يرون سياسة معاوية فيعجبون بها ، فهي تلبي ما يطمحون إليه من غنى ووجاهة وارتفاع قدر ، بينما هم لا يجدون شيئا من هذا في حكومة الامام .
وقد كان المجتمع العراقي قبليا ، فلكل قبيلة رئيسها وأشرافها وتقاليدها وأمجادها .
والرجل ذو الروح القبلية - كما يثبت علم الاجتماع - عالمه قبيلته ، فهو ينفعل بانفعالاتها ، ويطمح إلى ما تطمح إليه ، ويعادي من تعادي ، وينظر إلى الأمور من الزاوية التي تنظر منها هذه القبيلة ، وذلك لأنه يخضع للقيم القبلية التي تدين بها هذه القبيلة .
وتتركز مشاعر القبيلة كلها في رئيسها ، فالرئيس في المجتمع القبلي هو المهيمن ، والمرجع ، والموجه الأوحدي للقبيلة كلها . فيكفي أن يقول الرئيس كلمة لتصبح قانون القبيلة كلها ، ويكفي أن يتخذ موقفا ليكون موقف القبيلة كلها ، ولا أحسب أن من يتعالون على هذا الأسر يتجاوزون أصابع اليدين كثيرا .
هذه هي طبيعة المجتمع القبلي .
وقد أثر الاسلام على هذه الطبيعة بلا شك ، ولكن التأثير لم يكن حاسما ، فقد وقعت في الحقب السياسية التي خلفت النبي أخطاء سببت عودة الروح القبلية على أشدها .
وإذا عرفنا هذا وسعنا أن نفهم الأثر البعيد الذي كانت تتركه سياسة معاوية في المجتمع العراقي أبان ذلك العهد .

214

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست