responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 205


فهو وزيره ونجيبه ، وأمين سره ، وقائد جيوشه ، ومنفذ خططه ، ومعلن بلاغاته . . هذه المنزلة الفريدة التي لم يكن أحد من الصحابة يتمتع بها أعدته إعدادا تاما لمهمة الحكم .
وقد كان النبي يبتغي من وراء إناطة هذه المهام كلها به إعداده للمنصب الاسلامي ، ليصل إليه وهو على أتم ما يكون أهلية واستعدادا .
ولقد غدا من نافلة القول أن يقال أنه عليه السلام هو الخليفة الذي كان يجب أن يلي حكومة النبي في المجتمع الاسلامي .
وإذا لم يقدر له أن يصل إلى الحكم بعد النبي فإنه لم ينقطع عن الحياة العامة ، بل ساهم فيها مساهمة خصبة ، فقد كان أبو بكر ثم عمر ومن بعدهما عثمان لا يسعهم الاستغناء عن آراءه في السياسة والقضاء والحرب ، وخاصة في خلافة عثمان فقد كان فيها على أتم الصلة بالتيارات التي تمخر المجتمع الاسلامي ، لكن عثمان لم ينتفع كثيرا بالتوجيه الذي كان الامام يقدمه إليه لان بطانة متعفنة كانت تحيط بهذا الخليفة .
فأنت ترى أنه لم يأب الحكم لأنه لم يأنس من نفسه القوة عليه ، وإنما أباه لأمر آخر :
لقد كان يرى المجتمع الاسلامي وقد تردى في هوة من الفوارق الاجتماعية التي ازدادت اتساعا بسبب السياسة التي اتبعها ولاة عثمان مدة خلافته .
ولقد كان يرى التوجيهات الدينية العظيمة التي عمل النبي طيلة حياته على إرساء أصولها في المجتمع العربي قد فقدت فاعليتها في توجيه حياة الناس .
وكان عليه السلام يعرف السبيل الذي يرد الأشياء إلى نصابها ، فإنما صار الناس إلى واقعهم هذا لأنهم فقدوا الثقة بالقوة الحاكمة التي تهيمن عليهم . فقدوا الثقة بهذه القوة كناصر للمظلوم وخصم للظالم ، فراحوا يسعون إلى إقرار حقوقهم

205

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست