نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 92
وكان هؤلاء مصدرا ضخما لأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وأمثالهما . وجاء في المجلد السابع والعشرين من المنار للسيد رشيد رضا . ان كعب الأحبار كان من زنادقة اليهود الذين أظهروا الاسلام والعبادة لتقبل أقوالهم في الدين ، وقد راجت دسائسه وانخدع به بعض الصحابة ورووا عنه وتناقلوا أقواله بدون اسناد إليه ، وأضاف إلى ذلك . وان شر رواة هذه الإسرائيليات ، وأشدهم تلبيسا وخداعا للمسلمين وهب بن منبه وكعب الأحبار ، فلا تجد خرافة دخلت كتب التفسير والتاريخ الاسلامي في أمور الخلق والتكوين والأنبياء وأقوالهم والفتن والساعة وللآخرة الا وهي منهما [1] . هذان الرجلان وان لم يكونا من الصحابة لأنهما دخلا في الاسلام بعد وفاة الرسول ، ( ص ) ولكن الصحابة قد اعتمدوا عليهما فيما يتعلق بالمواضيع المذكورة ، بل وحتى فيما يتعلق بتقريض بعض الأشخاص والبلدان ونسبوها إلى الرسول مباشرة ، كما يبدو ذلك من مرويات أبي هريرة حينما التحق بمعاوية ووفر له أسباب الرفاهية والنعيم . وقد جاء عن كعب الأحبار انه التقى برجل ، فسأله من أين هو ؟ فقال له : من أهل الشام ، قال : لعلك من الجند الذي يدخل الجنة منه سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب ، قال له ومن هم ؟ قال : أهل دمشق قال : لست منهم ، قال : فلعلك من الجند الذين ينظر الله إليهم كل يوم مرتين ، قال ومن هم ؟ قال : أهل فلسطين . وروى عنه السيوطي في الجامع الصغير . أنه قال : الشام صفوة الله