نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 307
وفي باب جهات علم الأئمة ( ع ) روى عن علي بن إبراهيم عمن حدثه عن المفضل بن عمر أنه قال قلت : لأبي الحسن موسى بن جعفر ، جاءنا عن أبي عبد الله ( ع ) أنه قال : ان علمنا غابر ومزبور ونكث في القلوب ونقر في الأسماع ، فقال ( ع ) اما الغابر فما تقدم من علمنا ، واما المزبور فما يأتينا واما النكث في القلوب فالهام ، واما النقر في الأسماع فامر الملك [1] . والامر في هذه الرواية سهل من حيث مضمونها ، فان الالهام بمعنى الادراك الصحيح لواقع الأشياء ، يحصل من صفاء النفس وحدة الذهن ، ويحصل بالهداية من الله سبحانه إلى الواقع ، والنقر في الاسماع مرجعه إلى أن الله سبحانه يرشد الإمام ( ع ) إلى احكام الحوادث وبعض ما يجري في مستقبل الزمان ، والايحاء بهذا المعنى ليس من مختصات الأنبياء فقد ورد في القرآن في مختلف المناسبات ومن ذلك قوله سبحانه : " وأوحى ربك إلى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " وهل معنى ذلك أن الأمين جبرائيل كان ينزل على النحل ليوحي إليها بذلك ، لا أظن أن أحدا يلتزم بهذا الامر . اما من حيث سندها فهي من قسم الضعيف ، لأنها جاءت عن طريق المفضل بن عمر ، المعروف بالغلو والكذب ، وقد وصفه الإمام الصادق بالكفر والشرك ، ونهى عن الاخذ بمروياته . وروى في باب التفويض إلى رسول الله والى الأئمة في أمر الدين ، عن أحمد ابن أبي زاهر بسنده إلى أبي إسحاق النحوي أنه قال : دخلت على أبي عبد الله ( ع ) فسمعته يقول : ان الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال : وانك لعلى خلق عظيم ، ثم فوض إليه فقال عز وجل :