نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 249
كانا من أقرب المقربين إلى الرسول ( ص ) ومن تلك المرويات حديث الراية في غزوة خيبر التي قال فيها النبي ( ص ) . لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله كما جاء في المجلد الثالث وغيره من مجلدات البخاري ، هذا بالإضافة إلى ما جاء عنه ( ص ) مما في فضل جعفر بن أبي طالب وتقديره لاخلاصه وبطولاته كما نص على ذلك البخاري وغيره [1] . وروى في باب لبس القميص عن نافع عن عبد الله ، انه لما توفي عبد الله بن أبي ، جاء ابنه إلى رسول الله ( ص ) ، فقال يا رسول الله اعطني قميصك ألفه فيه وصل عليه واستغفر له ، فأعطاه رسول الله قميصه وقال له إذا فرغت فآذنا ، فلما فرغ اذنه ، فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر بن الخطاب وقال له : أليس قد نهاك ربك ان تصلي على المنافقين ، وقال لك : استغفر لهم أو لا تستغفر لم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ، فنزلت بهذه المناسبة الآية : " ولا تصل على أحد منهم مات أبدا " ، فعند ذلك ترك النبي ( ص ) الصلات عليهم [2] .
[1] انظر المجلد الثالث من الصحيح . [2] انظر ص 25 من المجلد الرابع . ان الذين وضعوا هذه الرواية حسبوا ان هذا الأسلوب الجاف الأرعن فضيلة لعمر بن الخطاب . والواقع ان الحديث لو صح يكون من سيئات عمر بن الخطاب ومن الشواهد على عدم انقياده للرسول واقتدائه به وفي الوقت ذاته يدل الحديث على تجاهل النبي ( ص ) للقرآن أو غفلته عن احكامه لأنه لم يتنبه لرأي القرآن فيهم الا بعد أن نبهه الخليفة وقرأ عليه الآية وفي تلك اللحظة جاء الوحي مؤيدا لعمر في موقفه من المنافقين على حد زعمهم . وبالتالي ان الذين وضعوا هذه الرويات ليسوا بأسوأ حالا من الذين دونوها في صحاحهم للأجيال على مر الدهور واختاروها من ستماية الف حديث . هذا بالإضافة إلى أن راوي الحديث عبد الله بن صالح بن محمد المصري متهم بالكذب كما جاء في التهذيب والميزان وغيرهما .
249
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 249