نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 243
وأضاف إلى ذلك علي ( ع ) : ان الناس قد كذبوا عليه بعد وفاته ، وقد اتاكم الحديث من أربعة لا خامس لهم . رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج ان يكذب على رسول الله متعمدا فلو علم منه الناس انه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله ( ص ) ورآه وسمع منه ، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله . وقد أخبر الله سبحانه عن المنافقين بقوله وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم ، وبقي هؤلاء بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال وحملوهم على رقاب الناس . ورجل سمع من رسول الله ( ص ) شيئا لم يحمله على وجهه ووهم فيه لم يتعمد كذبا ، فهو في يده يقول به ويعمل فيه ويرويه فيقول انا سمعته من رسول الله ( ص ) ولو علم المسلمون انه وهم لم يقبلوه . ورجل ثالث سمع من رسول الله ( ص ) شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شئ ، ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون بحاله لرفضوه . ورجل رابع لم يكذب على رسول الله ( ص ) مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله ( ص ) حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمع ، وعلم الناسخ من المنسوخ ، فان أمر النبي مثل أمر القرآن ناسخ ومنسوخ ، وعام وخاص ، ومحكم ومتشابه ، وقد كان يكون من رسول الله الكلام له وجهان ، مثل القرآن ، وقد قال الله في كتابه : ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، فيشتبه الحال على من لم يعرف وما يدري ما عنى الله به ورسوله ، وليس كل أصحاب رسول الله كان يسأله عن الشئ فيفهم ، وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه ، حتى أنهم كانوا يحبون ان يجئ الأعرابي والطاري فيسأل الرسول حتى
243
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 243