responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 228


قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، فقال النبي ( ص ) فحج آدم موسى وكررها ثلاثا . إلى غير ذلك من المرويات التي أوردها البخاري في صحيحه حول القدر المتفقة في مضامينها [1] .
وجاء في الكافي حول هذا الموضوع عن منصور بن حازم ان أبا عبد الله الصادق ( ع ) قال : ان الله خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه ، فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا ، وان عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه ، وإن كان شقيا لم يحبه ابدا ، وان عمل صالحا أحب عمله ، وأبغضه لما يصير إليه ، فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه ابدا ، وإذا أبغض شيئا لم يحبه ابدا [2] .
وروى عن أحمد بن محمد بن خالد بسنده إلى علي بن حنظلة ان أبا عبد الله الصادق ( ع ) قال : يسلك بالسعيد طريق الأشقياء حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم ، بل إنه منهم ، ثم تتداركه السعادة ، وقد يسلك بالشقي طريق السعادة حتى يقول الناس : ما أشبهه بهم بل إنه منهم ، ثم تتداركه السعادة ، وقد يسلك بالشقي طريق السعادة حتى



[1] انظر ص 143 وما بعدها من المجلد الرابع .
[2] والمراد من قوله ان الله خلق السعادة والشقاء قبل ان يخلق خلقه انه تعالى علم ما سيكون من أمر الانسان من حيث اختياره لسلوك طريق لسعادة أو الشقاء فقدر عليه ما يختاره وكتبه مع السعداء أو الأشقياء فأحب السعيد وابغض الشقي . ومع ذلك فلو صدر من الشقي عمل مالح أحب منه ذلك العمل . ولو صدر من السعيد عمل قبيح أبغضه وإن كان هو في ذاته محبوبا له سبحانه . فهذه الرواية وما ورد بهذا المضمون لا تدل على أن الانسان مسير في أعماله لما قدر عليه ولا يختار من امره شيئا كما يدعي القائلون بهذه المقالة ولعل المرويات التي أوردها البخاري وغيره من محدثي السنة من جملة الدوافع على انتشار هذه المقالة بين محدثي السنة وفقهائهم وجميع أصنافهم مع أنها لو صحت عن النبي ( ص ) لا بد من تأويلها بما ذكرنا .

228

نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست