responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 215


تضبطه العقول ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الابصار ، ولا يحيط به مقدار عجزت دونه العبارة ، وكلت دونه الابصار ، وضلت فيه تصاريف الصفات ، احتجب بغير حجاب ، واستتر بغير ستر ، وعرف بغير رؤية ، ووصف بغير صورة ، ونعت بغير جسم ، لا إله إلا الله الكبير المتعال .
وأكثر المرويات التي ذكرها الكليني حول نفي التجسيم تشير إلى أن هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم كانا يذهبان إلى القول به ، ولعل نسبة التجسيم التي ألصقت بهما ظلما وعدوانا ، كانت من جملة الدوافع لسؤال الأئمة عن هذه الناحية ، بالإضافة إلى شيوع هذه المقالة بين محدثي السنة وفقهائهم .
ولكن المتتبع لتاريخ هشام بن الحكم بصورة خاصة يطمئن إلى براءته من هذه التهمة [1] وقد ذكرنا في الفصول السابقة ان مرويات الكافي ليست كلها جامعة لشروط الصحة ، وان القسم الأكبر منها يدخل في نوع الضعيف نتيجة للتصنيف الذي أحدثه الحلي وأستاذه .
ويؤيد ذلك أن بين هذه المرويات التي تنسب التجسيم لهشام بن الحكم رواية علي بن أبي حمزة التي يدعى فيها ان هشاما يقول : ان الله جسم صمدي نوري ، وعلي بن اي حمزة من ضعفاء الرواة ، ومتهم بالكذب ، ووضع الأحاديث ، وبالإضافة إلى ذلك ، فقد كان من وكلاء الإمام موسى ابن جعفر ، وتحت يده من أمواله ثلاثون الف دينارا ، أنكرها بعد وفاته ، وانحرف عن المخطط الاثني عشري ، وقد أطال المؤلفون في الرجال الحديث عنه ، وجاء في بعض نصوصهم انه كان من المجدين في اطفاء نور الله .



[1] لقد تعرضنا لهذا الموضوع مفصلا في كتابنا الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة في خلال حديثنا عن التجسيم وما يترتب عليه من اللوازم الفاسدة التي لا يمكن الالتزام بها بحال من الأحوال .

215

نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست