نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 167
قال ابن قتيبة : لقد استشهد أبو هريرة بالفضل بن العباس بعد موته ، ونسب الحديث إليه ليوهم الناس بأنه قد سمعه منه [1] . وقال الحافظ الذهبي : التدليس من الصحابة كثير الا انه لا يضر ، ولا عيب فيه ، هذا مع العلم بان التدليس من العيوب التي لا تقل خطرا عن الكذب ، ان لم يكن أفظع منه ، وقد عده علماء الجرح والتعديل سببا كافيا لتضعيف الرواية وسقوطها عن درجة الاعتبار ، ولكنه إذا صدر من صحابي فلا حكم له ، لان الله سبحانه قد رفع عنهم ما وضعه على غيرهم ، ولأنهم مجتهدون في كل ما يفعلون وعدالتهم أثبت من الجبال الرواسي لا تتصدع بجميع المنكرات والمعاصي . ولذا فان النقاد وعلماء الجرح والتعديل قد وضعوا عددا كبيرا من رجال البخاري في قفص الاتهام وألصقوا بكل واحد عيوبه ، ولم يذكروا في عدادهم من الصحابة الا مروان بن الحكم لأنه قتل طلحة في أعقاب واقعة الجمل ، وشهر السيف طلبا للخلافة على حد تعبير بعضهم ، واعتذر عنه جماعة منهم ابن حجر في مقدمة فتح الباري ، بأنه كان متأولا فيه [2] . ويقصدون بذلك انه خاف ان ينسحب من المعركة كما انسحب منها القائد الثاني الزبير ، وتلك جريمة لا مبرر لها ، لأنهم يقاتلون قوما أشركوا بالله واستحلوا حرماته بنظر مروان وعصابته ، ونص بعضهم انه كان متأولا من حيث إنه كان مقتنعا بان طلحة ممن حرض على عثمان وأعان على قتله . ومهما كان الحال فقد روى البخاري عن جماعة من الخوارج والنواصب والقدرية والمرجئة وغيرهم ممن وصفهم المحدثون والفقهاء
[1] انظر شيخ المضيرة عن سير أعلام النبلاء وموطأ مالك . [2] انظر هدى الساري ص 678 .
167
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 167