نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 121
ومحاكمة متونه وحذف ما يجب حذفه بعد دراسة متونه وعرض أسانيده على أصول علم الدراية ، فقام تلاميذه من بعده بنقله من مسوداته وتدوينه على عيوبه وعلاته ، كما تؤيد ذلك رواية إبراهيم بن أحمد المستعلي المتقدمة ورواية أبي محمد السرخسي وغيرهما من المرويات التي تؤكد ان البخاري رحمه الله قد وافاه اجله قبل تصفيته وتمحيص أسانيده ومتونه . ولذا يرى المتتبع الحديث الواحد مكررا بنصه الحرفي في مختلف الأبواب بدون مناسبة واختلاف في السند غالبا . ومن أمثلة التكرار وإن كان لا يخلو باب من أبوابه من حديث مكرر حديث أم حرام بنت ملحان زوجة عبادة بن الصامت . وجاء في الحديث عنها ، ان رسول الله ( ص ) دخل عليها فأطعمته وجعلت تفلي رأسه ، فنام وهي تفليه ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت ما يضحكك يا رسول الله قال : أناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة ، قالت ادع الله ان يجعلني منهم فدعا لها فركبت البحر هي وزوجها في بعض الغزوات التي غزاها معاوية ، ولما رجعت صرعتها دابة قدمت إليها لتركبها وماتت نتيجة لذلك ، وروى هذه الرواية انس بن مالك ودونها البخاري في صحيحه وكررها بلا زيادة في مختلف الأبواب ، وتكررت في المجلد الثاني من الصحيح أربع مرات في ص 134 و 137 و 149 و 153 هذا بالإضافة إلى بقية المجلدات التي لا يخلو منها هذا الحديث ومن الأمثلة أيضا الحديث الذي ينص على صعود النبي إلى السماء واجتماعه بالنبيين ، ومن بينهم موسى ( ع ) الذي نصح محمدا ( ص ) في أن يراجع الله سبحانه في التخفيف عن أمته ، وكان قد فرض عليها خمسين صلاة في اليوم على حد زعم الراوي ، فرجع إليه ، وطلب منه التخفيف عملا بنصيحة موسى ( ع ) فجعلها أربعين ،
121
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 121