نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 106
وكبيرها وترك ما نهى الله عنه بنحو تكون هذه المرتبة من الايمان وكأنها طبيعة له تلازمه ملازمة الضوء للشمس والظل لذي الظل . وجاء عن الإمام زين العابدين ( ع ) أنه قال : لا يكون الامام منا الا معصوما ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف ، قيل له فما معنى المعصوم قال : المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة ، فالامام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الامام [1] . وإذا كان مرد العصمة التي يدعيها الامامية لعلي والأئمة من ذرية الرسول ( ص ) إلى هذا المعنى ، فهل هي بنظر العقل والعادة من المحالات حتى تتعرض لتلك الهجمات العنيفة من جانب أهل السنة ، مع العلم بأنهم أثبتوها مصغرة لآلاف المسلمين بما فيهم الذين ساروا باتجاه معاكس لمبادئ الاسلام والقرآن طيلة حياتهم ، ولولا أن الاسلام قد تساهل في اطلاق لفقد المسلم واعطاءه لكل من نطق بالشهادتين ولو بلسانه ، لكان من الواجب اخراجهم من صفوف المسلمين حتى في التسمية . وأعود لأكرر ان الشيعة لا يستخفون بالصحابة جميعهم كما يدعي المهوشون والمضللون ، ولا يخالفون قول ربهم وسنة نبيهم بالنسبة إليهم فيتبعون الصالحين الصادقين في ايمانهم ، ويستخفون بمن عناهم الله سبحانه بقوله : ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ، سنعذبهم مرتين ، ثم يردون إلى عذاب عظيم ، وبمن عناهم الرسول بقوله : " ارتدوا على أدبارهم القهقرى ، ولا يخلص منهم الا مثل همل النعم " ولا يتخطون رأي أئمتهم في الصحابة وغيرهم من الناس على اختلاف أصنافهم وأديانهم الذين نظروا إلى الناس من خلال أعمالهم وآثارهم لا من خلال ألقابهم وأمجادهم .