responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 93


على كلّ شيء . ( الخطبة 84 ، 151 ) قسم أرزاقهم ، وأحصى آثارهم وأعمالهم ، وعدد أنفسهم ، وخائنة أعينهم ، وما تخفي صدورهم من الضّمير ، ومستقرّهم ومستودعهم من الأرحام والظَّهور ، إلى أن تتناهى بهم الغايات . ( الخطبة 88 ، 159 ) وجاء في خطبة الأشباح في بيان علم اللَّه تعالى : عالم السّرّ من ضمائر المضمرين ، ونجوى المتخافتين ، وخواطر رجم الظَّنون وعقد عزيمات اليقين ، ومسارق إيماض الجفون ، وما ضمنته أكنان القلوب وغيابات الغيوب ، وما أصغت لاستراقه مصائخ الأسماع ، ومصائف الذّرّ ( صغار النمل ) ، ومشاتي الهوامّ ، ورجع الحنين من المولهات ، وهمس الأقدام ، ومنفسح الثّمرة من ولائج غلف الأكمام ( الكم وعاء غبار الطلع ) ، ومنقمع الوحوش من غيران ( جمع غار ) الجبال وأوديتها ، ومختبأ البعوض بين سوق الأشجار وألحيتها ( جمع لحاء وهو قشر الشجرة ) ، ومغرز الأوراق من الأفنان ، ومحطَّ الأمشاج من مسارب الأصلاب ( مكان تسرب المني عند نزوله ) ، وناشئة الغيوم ومتلاحمها ، ودرور قطر السّحاب في متراكمها ، وما تسفي الأعاصير بذيولها ، وتعفو الأمطار بسيولها ، وعوم بنات الأرض في كثبان الرّمال ومستقرّ ذوات الأجنحة بذرى شناخيب الجبال ( أي رؤوسها ) ، وتغريد ذوات المنطق في دياجير الأوكار ( أي ظلمتها ) ، وما أوعبته الأصداف ( أي جمعته ) ، وحضنت عليه ( أي ربّته في حضنها ) أمواج البحار ، وما غشيته سدفة ( أي ظلمة ) ليل أو ذرّ عليه شارق نهار ، وما اعتقبت ( أي تعاقبت ) عليه أطباق الدّياجير ، وسبحات النّور .
وأثر كلّ خطوة ، وحسّ كلّ حركة ، ورجع كلّ كلمة ، وتحريك كلّ شفة ، ومستقرّ كلّ نسمة ، ومثقال كلّ ذرّة ، وهماهم كلّ نفس هامّة ، وما عليها من ثمر شجرة ، أو ساقط ورقة ، أو قرارة نطفة ، أو نقاعة دم ومضغة ، أو ناشئة خلق وسلالة .
لم يلحقه في ذلك كلفة ، ولا اعترضته في حفظ ما ابتدع من خلقه عارضة ، ولا اعتورته في تنفيذ الأمور وتدابير المخلوقين ملالة ولا فترة ، بل نفذهم علمه ، وأحصاهم عدده ، ووسعهم عدله ، وغمرهم فضله ، مع تقصيرهم عن كنه ما هو أهله . ( الخطبة 89 ، 4 ، 175 )

93

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست