responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 929


والأيّام . . . فأصلح مثواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك . ودع القول فيما لا تعرف ، والخطاب فيما لم تكلَّف . وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته ، فإنّ الكفّ عند حيرة الضّلال خير من ركوب الأهوال . وأمر بالمعروف تكن من أهله ، وأنكر المنكر بيدك ولسانك ، وباين من فعله بجهدك . وجاهد في اللَّه حقّ جهاده ، ولا تأخذك في اللَّه لومة لائم . وخض الغمرات للحقّ حيث كان .
وتفقّه في الدّين . وعوّد نفسك التّصبّر على المكروه ، ونعم الخلق التّصبّر في الحقّ . وألجى نفسك في أمورك كلَّها إلى إلهك ، فإنّك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز . وأخلص في المسألة لربّك ، فإنّ بيده العطاء والحرمان ، وأكثر الاستخارة ( أي إجالة الرأي في الأمر لاختيار أفضل الوجوه ) . وتفهّم وصيّتي ، لا تذهبنّ عنك صفحا . فإنّ خير القول ما نفع . واعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع ، ولا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلَّمه . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) . . . وأكرم نفسك عن كلّ دنيّة وإن ساقتك إلى الرّغائب ، فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا . ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك اللَّه حرّا . وما خير خير لا ينال إلَّا بشرّ ، ويسر لا ينال إلَّا بعسر . وإيّاك أن توجف بك مطايا الطَّمع ، فتوردك مناهل الهلكة .
وإن استطعت ألا يكون بينك وبين اللَّه ذو نعمة فافعل . فإنّك مدرك قسمك وآخذ سهمك . وإنّ اليسير من اللَّه سبحانه أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كلّ منه .
وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك . وحفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء ( الوكاء : رباط القربة ) . وحفظ ما في يديك أحبّ إليّ من طلب ما في يدي غيرك . ومرارة اليأس خير من الطَّلب إلى النّاس . والحرفة مع العفّة خير من الغنى مع الفجور . والمرء أحفظ لسرّه . وربّ ساع فيما يضرّه من أكثر أهجر ، ومن تفكَّر أبصر . قارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشّرّ تبن عنهم . بئس الطَّعام الحرام وظلم الضّعيف أفحش الظَّلم . إذا كان الرّفق خرقا كان الخرق ( أي العنف ) رفقا . ربّما كان الدّواء داء ، والدّاء دواء . وربّما نصح غير النّاصح ، وغشّ المستنصح . وإيّاك والإتّكال على المنى فإنّها بضائع النوكى ( وفي رواية : النوكى ،

929

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 929
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست