responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 920


وقال في الخطبة الغراء يذكر فعل الدنيا : حتّى إذا أنس نافرها ، واطمأنّ ناكرها ، قمصت بأرجلها ، وقنصت بأحبلها ، وأقصدت بأسهمها ، وأعلقت المرء أوهاق المنيّة ( أي حبالها ) ، قائدة له إلى ضنك المضجع ، ووحشة المرجع ومعاينة المحلّ ( أي مشاهدة مكانه في الجنة أو النار ) ، وثواب العمل . وكذلك الخلف بعقب السّلف .
لا تقلع المنيّة اختراما ، ولا يرعوي الباقون اجتراما . يحتذون مثالا ، ويمضون أرسالا .
إلى غاية الانتهاء ، وصيّور الفناء . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلَّا حواني الهرم وأهل غضارة الصّحّة إلَّا نوازل السّقم وأهل مدّة البقاء إلَّا آونة الفناء مع قرب الزّيال ، وأزوف الانتقال ، وعلز ( أي هلع ) القلق ، وألم المضض ، وغصص الجرض ( أي الريق ) ، وتلَّفّت الاستغاثة ، بنصرة الحفدة والأقرباء ، والأعزّة والقرناء ، فهل دفعت الأقارب ، أو نفعت النّواحب وقد غودر في محلَّة الأموات رهينا ، وفي ضيق المضجع وحيدا . قد هتكت الهوامّ جلدته ، وأبلت النّواهك جدّته وعفت العواصف آثاره ، ومحا الحدثان معالمه .
وصارت الأجساد شحبة بعد بضّتها ، والعظام نخرة بعد قوّتها ، والأرواح مرتهنة بثقل أعبائها ، موقنة بغيب أنبائها . لا تستزاد من صالح عملها ، ولا تستعتب من سيّئ زللها . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) وقال ( ع ) في الخطبة الغراء عن المغتر بالدنيا : دهمته فجعات المنيّة في غبّر جماحه ، وسنن مراحه . فظلّ سادرا ، وبات ساهرا . في غمرات الآلام ، وطوارق الأوجاع والأسقام . بين أخ شقيق ، ووالد شفيق . وداعية بالويل جزعا ، ولادمة للصّدر قلقا .
والمرء في سكرة ملهثة ، وغمرة كارثة ، وأنّة موجعة ، وجذبة مكربة ، وسوقة متعبة . ثمّ أدرج في أكفانه مبلسا ، وجذب منقادا سلسا . ثمّ ألقي على الأعواد ، رجيع وصب ( أي تعب ) ، ونضو سقم ( أي هزيلا من الضعف ) . تحمله حفدة الولدان ، وحشدة الإخوان . إلى دار غربته ، ومنقطع زورته ، ومفرد وحشته . حتّى إذا انصرف المشيع ، ورجع المتفجّع ، أقعد في حفرته نجيّا ، لبهتة السّؤال ، وعثرة الامتحان . وأعظم ما هنالك بليّة نزول الحميم ، وتصلية الجحيم . وفورات السّعير ، وسورات الزّفير . لا فترة

920

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 920
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست