responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 914


وأضمروا بطونكم ، واستعملوا أقدامكم وأنفقوا أموالكم . وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، ولا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللَّه سبحانه * ( إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) * وقال تعالى * ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَه لَه ، ولَه أَجْرٌ كَرِيمٌ ) * . فلم يستنصركم من ذلّ ، ولم يستقرضكم من قلّ . استنصركم و * ( لِلَّه جُنُودُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * و * ( هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) * . واستقرضكم و * ( لِلَّه خَزائِنُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * ، و * ( لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) * . وإنّما أراد أن يبلوكم أيّكم أحسن عملا . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللَّه في داره . رافق بهم رسله ، وأزارهم ملائكته . وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا . وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا * ( ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيه مَنْ يَشاءُ والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) * .
أقول ما تسمعون ، واللَّه المستعان على نفسي وأنفسكم . وهو حسبنا ونعم الوكيل .
( الخطبة 181 ، 332 ) فسابقوا - رحمكم اللَّه - إلى منازلكم الَّتي أمرتم أن تعمروها ، والَّتي رغبتم فيها ودعيتم إليها . . . فإنّ غدا من اليوم قريب . ما أسرع السّاعات في اليوم ، وأسرع الأيّام في الشّهر ، وأسرع الشّهور في السّنة ، وأسرع السّنين في العمر . ( الخطبة 186 ، 348 ) فاللَّه اللَّه عباد اللَّه فإنّ الدّنيا ماضية بكم على سنن ، وأنتم والسّاعة في قرن . وكأنّها قد جاءت بأشراطها ، وأزفت بأفراطها ، ووقفت بكم على صراطها . وكأنّها قد أشرفت بزلازلها ، وأناخت بكلاكلها . وانصرمت الدّنيا بأهلها ، وأخرجتهم من حضنها .
فكانت كيوم مضى أو شهر انقضى . وصار جديدها رثّا ، وسمينها غثّا . في موقف ضنك المقام . وأمور مشتبهة عظام . ونار شديد كلبها ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيّظ زفيرها . متأجّج سعيرها ، بعيد خمودها ، ذاك وقودها ، مخوف وعيدها . عم قرارها ، مظلمة أقطارها . حامية قدورها ، فظيعة أمورها . * ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) * قد أمن العذاب وانقطع العتاب . وزحزحوا عن النّار ، واطمأنّت بهم الدّار ، ورضوا المثوى والقرار . الَّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية وأعينهم باكية . وكان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا واستغفارا . وكان نهارهم ليلا ، توحّشا وانقطاعا . فجعل اللَّه

914

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 914
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست