نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 784
فيمنعها من الاضطراب والميدان ، تماما كما نفعل عندما نمسك الصفائح المعدنية ببعضها عن طريق غرس مسامير قوية فيها . هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض ، أما وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الانسان ، فوجود الجبال على الأرض يحافظ على التربة والصخور الموجودة على سطح الأرض من الزوال والانتقال ، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بها ، فيتسنى بذلك إقامة حياة انسانية رتيبة في الجبال والسهول والوديان . ولو كان سطح الأرض مستويا بدون جبال لكان عرضة للتغير المستمر . أما أهمية الجبال في تشكيل الينابيع والأنهار فسوف نتكلم عنها بعد قليل . النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرّياح برحمته ، ووتّد بالصّخور ميدان أرضه . ( الخطبة 1 ، 24 ) تعليق : أن في ذكر خلق الخلائق ثم نشر الرياح وارساء الجبال ، إشارة لطيفة إلى أن الرياح والجبال من العوامل الضرورية لحياة الخلائق . وقال ( ع ) عن خلق الأرض : وعدّل حركاتها بالرّاسيات من جلاميدها ، وذوات الشّناخيب ( أي القمم ) الشّمّ من صياخيدها ( جمع صيخود وهي الصخرة الشديدة ) . فسكنت من الميدان ( أي الاضطراب ) لرسوب الجبال في قطع أديمها ، وتغلغلها متسرّبة في جوبات خياشيمها ، وركوبها أعناق سهول الأرضين وجراثيمها . ( الخطبة 89 ، 3 ، 172 ) وربّ الجبال الرّواسي ، الَّتي جعلتها للأرض أوتادا ، وللخلق اعتمادا . ( الخطبة 169 ، 305 ) وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار . وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم . ( الخطبة 184 ، 344 )
784
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 784