responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 778


حول خلق الكون أن أول الخلق كان للفضاء الذي فتقه اللَّه من العدم ، وشقّ فيه النواحي والارجاء وطرق الهواء . ثم خلق سبحانه في هذا الفضاء سائلا كثيفا متلاطما ، حمله على متن ريح قوية عاصفة ، تلمّه إلى بعضه ، وتحجزه عن الانتشار والاندثار . ثم خلق سبحانه ريحا عقيمة من نوع آخر ، سلَّطها على ذلك السائل من جهة واحدة ، فبدأت بتصفيقه وإثارته ، حتى مخضته مخضّ السقاء ، وبعثرته في أنحاء الفضاء كالدخان . ومن الغاز الناتج ( وهو الهدروجين على ما يظن ) خلق اللَّه السماوات والنجوم والكواكب . ولا زالت الفراغات بين عناصر المجرات مليئة بهذا الغاز .
وقد تمّ تشكل النجوم من هذا الغاز بتجمع دقائقه في مراكز معينة مشكلة أجراما ، وذلك عن طريق دورانها حول هذه المراكز . وبتبرد هذا الغاز وتحوله إلى عناصر أكثر تعقيدا تحولت الغازات إلى سوائل كما في الشمس ، ثم تحولت السوائل إلى جسم صلب كما في الأرض والكواكب السيارة ( المزيد من المعلومات راجع كتاب : علوم الطبيعة في نهج البلاغة للمؤلف ) .
النصوص :
قال الإمام علي ( ع ) : ثمّ أنشأ سبحانه فتق الأجواء ، وشقّ الأرجاء ، وسكائك الهواء . فأجرى فيها ماء متلاطما تيّاره ، متراكما زخّاره ( يستفاد من هذا الكلام أن اللَّه سبحانه خلق في الفضاء ماء من نوع خاص ، ثم سلط عليه ريحا حتى ارتفع فخلق منه الاجرام العليا .
والمقصود بالماء هنا ، الجوهر السائل الذي هو أصل كل الأجسام ) حمله على متن الرّيح العاصفة ، والزّعزع القاصفة ، فأمرها بردّه وسلَّطها على شدّه ، وقرنها إلى حدّه .
الهواء من تحتها فتيق ( أي منبسط ) ، والماء من فوقها دقيق ( أي متدفق ) .
ثمّ أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبّها ، وأدام مربّها ، وأعصف مجراها ، وأبعد منشأها ، فأمرها بتصفيق الماء الزّخّار ، وإثارة موج البحار ، فمخضته مخض السّقاء ، وعصفت به عصفها بالفضاء . تردّ أوّله إلى آخره ، وساجيه إلى مائره ، حتّى عبّ عبابه ، ورمى بالزّبد ركامه ، فرفعه في هواء منفتق ، وجوّ منفهق ( أي واسع مفتوح ) فسوّى منه سبع

778

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 778
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست