نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 677
حالات النفس : عبّر القرآن الكريم عن النفس بعدة معان ، تمثل حالات النفس التي تطرأ عليها . وهي ثلاث : 1 - النفس التي تدعو إلى الحق وتأمر بالخير ، وهي النفس المطمئنة . قال تعالى * ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) * وسميت مطمئنة لأن صاحبها حين يطيع اللَّه يبلغ درجة الاطمئنان في الدنيا والآخرة . 2 - النفس التي تدعو إلى الشر وتأمر بالسوء ، وهي النفس الأمارة . قال تعالى * ( إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ، إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي ) * . 3 - النفس التي إذا عمل الانسان سوءا لامته وأنّبته على فعله ، وهي النفس اللوامة . قال تعالى * ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ولا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) * . وفي حين أن تأثير النفس الأمارة بالسوء كبير على الانسان ، متمثلا في حبه للمال والنساء والشهوات ، فقد جعل اللَّه عليه حجتين : الأولى قبل فعل السوء وهي النفس المطمئنة تدعوه إلى الخير ، والثانية بعد فعل السوء وهي النفس اللوامة تؤكد له خطأ عمله وتوبخه عليه . ونلاحظ في مبحث ( النفس ) أن أغلب كلام الإمام ( ع ) منصب على ذم النفس ، يقصد بها النفس الأمارة بالسوء . مثال ذلك قوله ( ع ) : « فرحم اللَّه رجلا نزع عن شهوته ، وقمع هوى نفسه . فإنّ هذه النفس أبعد شيء منزعا . وإنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى » . النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : عن صنع اللَّه : بلا رويّة أجالها . . . ولا همامة نفس اضطرب فيها ( الهمامة : الاهتمام بالأمر ) . ( الخطبة 1 ، 25 ) عباد اللَّه ، إنّ من أحبّ عباد اللَّه إليه ، عبدا أعانه اللَّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف . ( الخطبة 85 ، 152 ) وقال ( ع ) في صفة المتقي : قد ألزم نفسه العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه . ( الخطبة 85 ، 154 )
677
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 677