نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 560
الدّماء ترووا من الماء ، فالموت في حياتكم مقهورين ، والحياة في موتكم قاهرين . ألا وإنّ معاوية قادلمّة من الغواة . وعمّس عليهم الخبر حتّى جعلوا نحورهم أغراض المنيّة . ( الخطبة 51 ، 107 ) من خطبة له ( ع ) يصف فيها مبايعة أصحابه له بصفين : فتداكَّوا عليّ تداكّ الإبل الهيم ( أي العطشى ) يوم وردها ، وقد أرسلها راعيها ، وخلعت مثانيها ، حتّى ظننت أنّهم قاتليّ ، أو بعضهم قاتل بعض لديّ . وقد قلَّبت هذا الأمر بطنه وظهره حتّى منعني النّوم ، فما وجدتني يسعني إلَّا قتالهم أو الجحود بما جاء به محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فكانت معالجة القتال أهون عليّ من معالجة العقاب ، وموتات الدّنيا أهون عليّ من موتات الآخرة ( أي أهوالها ) . ( الخطبة 54 ، 110 ) ومن كلام له ( ع ) وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين : أمّا قولكم : أكلّ ذلك كراهية الموت فواللَّه ما أبالي : دخلت إلى الموت أو خرج الموت إليّ . وأمّا قولكم شكَّا في أهل الشّام فواللَّه ما دفعت الحرب يوما إلَّا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي ، وتعشو إلى ضوئي . وذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها ، وإن كانت تبوء بآثامها . ( الخطبة 55 ، 111 ) ومن كلام له ( ع ) في بعض أيام صفين : وقد رأيت جولتكم ، وانحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجفاة الطَّغام ، وأعراب أهل الشّام ، وأنتم لهاميم العرب ، ويآفيخ الشّرف ، والأنف المقدّم ، والسّنام الأعظم . ولقد شفى وحاوح صدري ، أن رأيتكم بأخرة تحوزونهم كما حازوكم ، وتزيلونهم عن مواقفهم كما أزالوكم ، حسّا بالنّضال ( أي المباراة في الرمي ) ، وشجرا بالرّماح ، تركب أولاهم أخراهم ، كالإبل الهيم المطرودة ، ترمى عن حياضها ، وتذاد عن مواردها . ( الخطبة 105 ، 204 ) وقال ( ع ) لما عزم على لقاء القوم بصفين : اللَّهمّ . . إن أظهرتنا على عدوّنا ، فجنّبنا البغي وسدّدنا للحقّ . وإن أظهرتهم علينا فارزقنا الشّهادة ، واعصمنا من الفتنة . أين المانع للذّمار ، والغائر عند نزول الحقائق من أهل الحفاظ . العار وراءكم والجنّة أمامكم . ( الخطبة 169 ، 305 )
560
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 560