responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 520


من كلام له ( ع ) وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال عليه السّلام : ما بالكم لا سدّدتم لرشد ، ولا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج وإنّما يخرج في مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم وذوي بأسكم ، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجبابة الأرض ، والقضاء بين المسلمين ، والنّظر في حقوق المطالبين ، ثمّ أخرج في كتيبة أتبع أخرى ، أتقلقل تقلقل القدح ( أي السهم قبل أن يراش ) في الجفير الفارغ ( أي الكنانة التي توضع فيها السهام ) .
وإنّما أنا قطب الرّحى ، تدور عليّ وأنا بمكاني ، فإذا فارقته استحار مدارها ، واضطرب ثفالها ( الثفال : الحجر الأسفل من الرحى ) . هذا لعمر اللَّه الرّأي السّوء ( الخطبة 117 ، 227 ) من كلام له ( ع ) قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفين ، وفيه يعلم أصحابه فنون القتال وآدابه : وأيّ أمرئٍ منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللَّقاء ، ورأى من أحد من إخوانه فشلا فليذبّ عن أخيه ، بفضل نجدته الَّتي فضّل بها عليه ، كما يذبّ عن نفسه . فلو شاء اللَّه لجعله مثله . إنّ الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب . إنّ أكرم الموت القتل . والَّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش .
( ومنه ) : فقدّموا الدّارع وأخّروا الحاسر ، وعضّوا على الأضراس ، فإنه أنبى للسّيوف عن الهام ، والتووا في أطراف الرّماح ، فإنّه أمور للأسنّة . وغضّوا الأبصار فإنّه أربط للجأش وأسكن للقلوب . وأميتوا الأصوات فإنّه أطرد للفشل . ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلَّوها ، ولا تجعلوها إلَّا بأيدي شجعانكم والمانعين الذّمار منكم .
فإنّ الصّابرين على نزول الحقائق هم الَّذين يحفّون براياتهم ، ويكتنفونها : حفا فيها ووراءها وأمامها ، لا يتأخّرون عنها فيسلموها ، ولا يتقدّمون عليها فيفردوها . أجزأ امرؤ قرنه ( أي كفؤه ) ، وآسى أخاه بنفسه ، ولم يكل قرنه إلى أخيه ، فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه . وأيم اللَّه لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من سيف الآخرة .

520

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست