responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 509


ومن خطبة له ( ع ) يستنهض بها الناس حين ورد خبر غزو معاوية للأنبار فلم ينهضوا : أمّا بعد ، فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللَّه لخاصّة أوليائه . وهو لباس التّقوى ، ودرع اللَّه الحصينة ، وجنّته الوثيقة . فمن تركه رغبة عنه ، ألبسه اللَّه ثوب الذّلّ وشمله البلاء ، وديّث بالصّغار والقماءة ، وضرب على قلبه بالإسهاب ، وأديل الحقّ منه بتضييع الجهاد ، وسيم الخسف ومنع النّصف .
ألا وإنّي قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرّا وإعلانا . وقلت لكم : اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فواللَّه ما غزي قوم قطَّ في عقر دارهم إلَّا ذلَّوا ، فتواكلتم وتخاذلتم ، حتّى شنّت عليكم الغارات ، وملكت عليكم الأوطان . وهذا أخو غامد ( يعني سفيان ابن عوف ) وقد وردت خيله الأنبار ، وقد قتل حسّان بن حسّان البكريّ ، وأزال خيلكم عن مسالحها ، ولقد بلغني أنّ الرّجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة ، والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعثها ( أي أقراطها ) ما تمتنع منه إلَّا بالاسترجاع والإسترحام . ثمّ انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ، ولا أريق لهم دم ، فلو أنّ امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما ، بل كان به عندي جديرا . فيا عجبا عجبا - واللَّه - يميت القلب ويجلب الهمّ ، من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم ، وتفرّقكم عن حقّكم فقبحا لكم وترحا ، حين صرتم غرضا يرمى : يغار عليكم ولا تغيرون ، وتغزون ولا تغزون ، ويعصى اللَّه وترضون فإذا أمرتكم بالسّير إليهم في أيّام الحرّ ، قلتم : هذه حمّارة القيظ ، أمهلنا يسبّخ ( أي يخف ) عنّا الحرّ ، وإذا أمرتكم بالسّير إليهم في الشّتاء ، قلتم : هذه صبّارة القرّ ، أمهلنا ينسلخ عنّا البرد ، كلّ هذا فرارا من الحرّ والقرّ ، فإذا كنتم من الحرّ والقرّ تفرّون ، فأنتم واللَّه من السّيف أفرّ .
يا أشباه الرّجال ولا رجال حلوم الأطفال ، وعقول ربّات الحجال . لوددت أنّي لم أركم ولم أعرفكم معرفة - واللَّه - جرّت ندما ، وأعقبت سدما . قاتلكم اللَّه لقد ملأتم قلبي قيحا ، وشحنتم صدري غيظا ، وجرّعتموني نغب التّهمام ( أي جرع الهم ) أنفاسا ، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان ، حتّى لقد قالت

509

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست