responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 507


وإنّي لأخشى عليكم أن تكونوا في فترة ( أي فترة من الغرور ) . وقد كانت أمور مضت ، ملتم فيها ميلة ، كنتم فيها عندي غير محمودين . ولئن ردّ عليكم أمركم إنّكم لسعداء . وما عليّ إلَّا الجهد . ولو أشاء أن أقول لقلت : عفا اللَّه عمّا سلف .
( الخطبة 176 ، 320 ) وقال ( ع ) في ذم العاصين من أصحابه : أحمد اللَّه على ما قضى من أمر ، وقدّر من فعل .
وعلى ابتلائي بكم أيّتها الفرقة الَّتي إذا أمرت لم تطع ، وإذا دعوت لم تجب . إن أمهلتم خضتم ، وإن حوربتم خرتم . وإن اجتمع النّاس على إمام طعنتم ، وإن أجئتم إلى مشاقّة ( أي حرب ) نكصتم . لا أبا لغيركم ، ما تنتظرون بنصركم والجهاد على حقّكم الموت أو الذّلّ لكم . فواللَّه لئن جاء يومي - وليأتينّي - ليفرّقنّ بيني وبينكم ، وأنا لصحبتكم قال ( أي كاره ) وبكم غير كثير . للَّه أنتم أما دين يجمعكم ولا حميّة تشحذكم أوليس عجبا أنّ معاوية يدعو الجفاة الطَّغام فيتّبعونه على غير معونة ولا عطاء ، وأنا أدعوكم - وأنتم تريكة الإسلام وبقيّة النّاس - إلى المعونة أو طائفة من العطاء ، فتفرّقون عنّي وتختلفون عليّ إنّه لا يخرج إليكم من أمري رضا فترضونه ، ولا سخط فتجتمعون عليه ، وإنّ أحبّ ما أنا لاق إليّ الموت .
قد دارستكم الكتاب ، وفاتحتكم الحجاج . وعرّفتكم ما أنكرتم ، وسوّغتكم ما مججتم . لو كان الأعمى يلحظ ، أو النّائم يستيقظ . وأقرب بقوم من الجهل باللَّه قائدهم معاوية ، ومؤدّبهم ابن النّابغة ( أي عمرو بن العاص ) . ( الخطبة 178 ، 321 ) وقال ( ع ) في الخطبة القاصعة : ألا وقد أمعنتم في البغي ، وأفسدتم في الأرض ، مصارحة للَّه بالمناصبة ، ومبارزة للمؤمنين بالمحاربة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطَّاعة . وثلمتم حصن اللَّه المضروب عليكم بأحكام الجاهليّة . فإنّ اللَّه سبحانه قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة الَّتي ينتقلون في ظلَّها ، ويأوون إلى كنفها ، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة ، لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر .

507

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست