responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 505


الحقّ مذ أريته . لم يوجس موسى عليه السّلام خيفة على نفسه ، بل أشفق من غلبة الجهّال ودول الضّلال . اليوم توافقنا على سبيل الحقّ والباطل . من وثق بماء لم يظمأ ( أي من وثق بإمامه وجد غايته عنده ) . ( الخطبة 4 ، 45 ) قال ( ع ) متضجرا من تثاقل أصحابه عن الجهاد ، ومخالفتهم له في الرأي ، بعد إن تواترت عليه الاخبار بتغلب بسر بن أبي أرطاة على عامليه على اليمن : أنبئت بسرا قد اطَّلع اليمن . وإنّي واللَّه لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم ( أي ستكون لهم الدولة بدلكم ) ، باجتماعهم على باطلهم ، وتفرّقكم عن حقّكم ، وبمعصيتكم إمامكم في الحقّ ، وطاعتهم إمامهم في الباطل ، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم . فلو ائتمنت أحدكم على قعب ( أي قدح ) لخشيت أن يذهب بعلاقته ( أي ما يعلَّق به ) . اللَّهمّ إنّي قد مللتهم وملَّوني وسئمتهم وسئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا منّي . اللَّهمّ مث ( أي أذب ) قلوبهم كما يماث الملح في الماء . أما واللَّه لوددت أنّ لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم ، هنالك - لو دعوت - أتاك منهم فوارس مثل أرمية الحميم ( الخطبة 25 ، 72 ) وقد بلغتم من كرامة اللَّه تعالى لكم منزلة تكرم بها إماؤكم ، وتوصل بها جيرانكم ، ويعظَّمكم من لا فضل لكم عليه ، ولا يدلكم عنده .
ويهابكم من لا يخاف لكم سطوة ، ولا لكم عليه إمرة . وقد ترون عهود اللَّه منقوضة فلا تغضبون ، وأنتم لنقض ذمم آبائكم تأنفون . وكانت أمور اللَّه عليكم ترد ، وعنكم تصدر ، وإليكم ترجع ، فمكَّنتم الظَّلمة من منزلتكم ، وألقيتم إليهم أزمّتكم ، وأسلمتم أمور اللَّه في أيديهم . يعملون بالشّبهات ، ويسيرون في الشّهوات . وأيم اللَّه لو فرّقوكم تحت كلّ كوكب ، لجمعكم اللَّه لشرّ يوم لهم . ( الخطبة 104 ، 203 ) لم يستضيئوا بأضواء الحكمة ، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثّاقبة . فهم في ذلك كالأنعام السّائمة والصّخور القاسية .
قد انجابت السّرائر لأهل البصائر ، ووضحت محجّة الحقّ لخابطها ، وأسفرت السّاعة

505

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست