responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 488


علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - بين أظهرنا . فقلت : يا رسول اللَّه ، ما هذه الفتنة الَّتي أخبرك اللَّه تعالى بها فقال : « يا عليّ إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي » . فقلت : يا رسول اللَّه ، أوليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين ، وحيزت عنّي الشّهادة ، فشقّ ذلك عليّ . فقلت لي : « أبشر فإنّ الشّهادة من ورائك » فقال لي « إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن » . فقلت : يا رسول اللَّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، ولكن من مواطن البشرى والشّكر . وقال : « يا عليّ إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ، ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته . ويستحلَّون حرامه بالشّبهات الكاذبة والأهواء السّاهية . فيستحلَّون الخمر بالنّبيذ ، والسّحت بالهديّة ، والرّبا بالبيع » . قلت : يا رسول اللَّه ، فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردّة ، أم بمنزلة فتنة فقال : « بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 275 ) . . . ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم ، وانقطاع وصلكم ، واستعمال صغاركم . ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن أهون من الدّرهم من حلَّه ( لاختلاط المكاسب بالحرام ) . ذاك حيث يكون المعطى ( أي الفقير ) أعظم أجرا من المعطي ( أي الغني المترف ) . ذاك حيث تسكرون من غير شراب . بل من النّعمة والنّعيم .
وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج . ذاك إذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير ( القتب : كساء يوضع على ظهر البعير ، والغارب : ما بين العنق والسنام ) . ما أطول هذا العناء وأبعد هذا الرّجاء .
أيّها النّاس ، ألقوا هذه الأزمّة الَّتي تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم ، ولا تصدّعوا على سلطانكم فتذمّوا غبّ فعالكم . ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة ( أي ارتفاع لهبها ) . وأميطوا عن سننها ( أي تنحوا عن طريقها ) ، وخلَّوا قصد السّبيل لها . فقد لعمري يهلك في لهبها المؤمن ، ويسلم فيها غير المسلم . ( الخطبة 185 ، 346 ) ومن كلام له ( ع ) إلى أهل الكوفة :

488

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست