responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 380


جوانب المزلق ( كناية عن الصراط ) . ولو شئت لاهتديت الطَّريق إلى مصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ . ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة - ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ، ولا عهد له بالشّبع - أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل : وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطَّيّبات ، كالبهيمة المربوطة ، همّها علفها ، أو المرسلة شغلها تقمّمها ( أي البهيمة السائبة شغلها أن تلتقط القمامة ) تكترش من أعلافها ، وتلهو عمّا يراد بها . أو أترك سدى وأهمل عابثا ، أو أجرّ حبل الضّلالة ، أو أعتسف طريق المتاهة . وكأنّي بقائلكم يقول : « إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب ، فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ، ومنازلة الشّجعان » . ألا وإنّ الشّجرة البريّة أصلب عودا ، والرّوائع الخضرة أرقّ جلودا ، والنّباتات البدويّة أقوى وقودا وأبطأ خمودا ( أي أن النباتات الصحراوية تكون أقوى اشتعالا من النباتات المروية ) . وأنا من رسول اللَّه كالصّنو من الصّنو ( الصنوان : النخلتان يجمعهما أصل واحد ) والذّراع من العضد . واللَّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولَّيت عنها ، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها . وسأجهد في أن أطهّر الأرض من هذا الشّخص المعكوس ، والجسم المركوس ( أي مقلوب الفكر ) حتّى تخرج المدرة ( قطعة الطين اليابسة ) من بين حبّ الحصيد ( أي حتى يطهر المؤمنين من المخالفين ) . ( الخطبة 284 ، 505 ) إليك عنّي يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك وأفلتّ من حبائلك ، واجتنبت الذّهاب في مداحضك . ( الخطبة 284 ، 508 ) أعزبي عنّي ( يا دنيا ) فواللَّه لا أذلّ لك فتستذلَّيني ، ولا أسلس لك فتقوديني . وأيم اللَّه - يمينا أستثني فيها بمشيئة اللَّه - لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص

380

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست