نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 340
قال « وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » . وأكد أنهما في درجة أعلى من كل الناس ، فيجب اتباعهما وعدم التقدم عليهما ، فقال : « ولا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلَّموهم فإنّهم أعلم منكم » . من هنا تظهر أهمية الإمامة بعد النبي ( ص ) وضرورتها ، باعتبار أن الأئمة هم مشعل العلم وراية الحق ومنار الهداية وأعلام الدين وألسنة الصدق ، بهم يستعطى الهدى ويستجلى العمى . وهم حجج اللَّه على خلقه وعرفاؤه على عباده . هذا وإن اقتران القرآن بأهل البيت في حديث الثقلين له معان ودلالات عميقة : 1 - أن أهل البيت ( ع ) لهم قيمة كبيرة تعادل القرآن . 2 - أن القرآن بدون أهل البيت لا يكفي ، لأن القرآن كتاب صامت حمّال وجوه ، وأهل البيت ( ع ) هم الذين يجعلونه ناطقا باعطائهم له التفسير الصحيح الذي سمعوه من النبي ( ص ) ، فيحفظونه بذلك من التحريف والتزييف ، والتغيير والتحوير مصداقا لقوله تعالى * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ ) * . 3 - أنّ النجاة والفوز متوقفان على التمسك بأهل البيت ( ع ) واتباع هديهم دون سواهم . 4 - أن أهل البيت مع القرآن ، والقرآن معهم ، لا يفترقان إلى يوم القيامة . وهذا يعنى أن وجود الأئمة مستمر لا ينقطع مع وجود القرآن إلى يوم القيامة . النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : في صفة أهل البيت ( ع ) : هم موضع سرّه ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه . . . ( الخطبة 2 ، 37 ) لا يقاس بآل محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله من هذه الأمّة أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدّين ، وعماد اليقين . إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التّالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله ، ونقل إلى منتقله . ( الخطبة 2 ، 38 ) بنا اهتديتم في الظَّلماء ، وتسنّمتم ذروة العلياء ، وبنا انفجرتم عن السّرار ( السرار : آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر وهو كناية عن الظلام ) . ( الخطبة 4 ، 45 )
340
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 340