responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 335


مدخل :
يعتقد أتباع أهل البيت ( ع ) بأن اللَّه سبحانه وتعالى هو المشرع الذي شرّع الاحكام لبني آدم ليسيروا عليها ، وأن النبي محمدا ( ص ) هو المبلغ للشريعة ، ما زال يقوم بالتبليغ حتى قال : * ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والدَّمُ ولَحْمُ الْخِنْزِيرِ وما أُهِلَّ لِغَيْرِ الله ) * .
وإنه معصوم من الخطأ في جميع الأمور الدينية والدنيوية بما أيده اللَّه تعالى ، وذلك في قوله * ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) * . وإن سيدنا علي بن أبي طالب وأبناءه ( ع ) هم الأئمة الحافظون للشريعة ، يدفعون عن الدين الأباطيل والاختلافات التي يمكن أن تطرأ عليه ، بما خصهم اللَّه تعالى من العلوم الجلية التي ورثوها عن النبي ( ص ) . فقد قال النبي ( ص ) : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها . فمن أراد المدينة فليأت الباب » . وهذه المنحة الإلهية ( أي الإمامة ) هي ضرورة شرعية لا بد منها لحفظ الدين والقرآن لقوله تعالى * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ، وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ ) * . فوظيفة الإمامة تتمم وظيفة النبوة . ولقد صرح النبي ( ص ) في عدة مناسبات في حياته بلزوم التمسك بالثقلين : الثقل الأكبر وهو القرآن ، والثقل الأصغر وهو أهل البيت ( ع ) . ولقد قال الإمام علي ( ع ) للخوارج عند رفع المصاحف في صفين : هذا كتاب اللَّه الصامت ، وأنا كتاب اللَّه الناطق . أي أن القرآن بحد ذاته لا ينطق إلاّ إذا كان هناك إمام يبين تأويله الصحيح وتفسيره الحق . لا سيما وأن القرآن زاخر بالآيات المتشابهات التي يلجأ المنافقون والمغرضون عن طريقها إلى تأويل القرآن حسب أهوائهم ومصالحهم ، مما هو باطل وغير صحيح .
وفي الحقيقة منذ أن توفي النبي ( ص ) وقع الناس في خبط وشماس وتلون واعتراض ،

335

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست