responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 219


ليس هذا من مواطن الصّبر ، ولكن من مواطن البشرى والشّكر . وقال : « يا عليّ ، إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ، ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلَّون حرامه بالشّبهات الكاذبة ، والأهواء السّاهية . فيستحلَّون الخمر بالنّبيذ ، والسّحت بالهديّة ، والرّبا بالبيع » . قلت : يا رسول اللَّه ، فبأيّ المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة فقال : « بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 275 ) ألا وإنّ القدر السّابق قد وقع ، والقضاء الماضي قد تورّد . وإنّي متكلَّم بعدة اللَّه وحجّته . قال اللَّه تعالى : * ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا ولا تَحْزَنُوا ، وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) * . وقد قلتم : ( ربّنا اللَّه ) فاستقيموا على كتابه ، وعلى منهاج أمره ، وعلى الطَّريقة الصّالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ، ولا تبتدعوا فيها ، ولا تخالفوا عنها . ( الخطبة 174 ، 314 ) واعلموا أنّه * ( مَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَه مَخْرَجاً ) * من الفتن ، ونورا من الظَّلم ، ويخلَّده فيما اشتهت نفسه ، وينزله منزل الكرامة عنده . ( الخطبة 181 ، 331 ) وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ، ولا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللَّه سبحانه * ( إِنْ تَنْصُرُوا الله يَنْصُرْكُمْ ويُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) * . وقال تعالى : * ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَه لَه ، ولَه أَجْرٌ كَرِيمٌ ) * . فلم يستنصركم من ذلّ ، ولم يستقرضكم من قلّ .
استنصركم و * ( لِلَّه جُنُودُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * ، * ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) * . واستقرضكم و * ( لِلَّه خَزائِنُ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * ، و * ( لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) * ، وإنّما أراد أن يَبْلُوَكُمْ * ( أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) * . فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران اللَّه في داره . رافق بهم رسله ، وأزارهم ملائكته ، وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ، وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا * ( ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيه مَنْ يَشاءُ ، والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) * . ( الخطبة 181 ، 332 ) يقول لمن أراد كونه * ( كُنْ فَيَكُونُ ) * ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ، وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله . ( 184 ، 343 ) * ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) * . قد أمن العذاب ، وانقطع العتاب ، وزحزحوا عن النّار ، واطمأنّت بهم الدّار ، ورضوا المثوى والقرار . الَّذين كانت أعمالهم في الدّنيا

219

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست