responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 196


فانظروا إلى مواقع نعم اللَّه عليهم حين بعث إليهم رسولا . فعقد بملَّته طاعتهم ، وجمع على دعوته ألفتهم . كيف نشرت النّعمة عليهم جناح كرامتها ، وأسالت لهم جداول نعيمها ، والتفّت الملَّة بهم في عوائد بركتها . فأصبحوا في نعمتها غرقين ، وفي خضرة عيشها فكهين . قد تربّعت الأمور بهم ، في ظلّ سلطان قاهر ، وآوتهم الحال إلى كنف عزّ غالب . وتعطَّفت الأمور عليهم في ذرى ملك ثابت . فهم حكَّام على العالمين ، وملوك في أطراف الأرضين . يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم . ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم . لا تغمز لهم قناة ، ولا تقرع لهم صفاة ( وهي الحجر الصلد ) ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطَّاعة ، وثلمتم حصن اللَّه المضروب عليكم بأحكام الجاهليّة . ( الخطبة 190 ، 4 ، 371 ) ونشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله . خاض إلى رضوان اللَّه كلّ غمرة ، وتجرّع فيه كلّ غصّة . وقد تلوّن له الأدنون ، وتألَّب عليه الأقصون . وخلعت إليه العرب أعنّتها ، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها ، حتّى أنزلت بساحته عداوتها . من أبعد الدّار وأسحق ( أي أقصى ) المزار . ( الخطبة 192 ، 380 ) وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله وأعلام الهدى دارسة ، ومناهج الدّين طامسة .
فصدع بالحقّ ونصح للخلق . وهدى إلى الرّشد وأمر بالقصد ، صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم . ( الخطبة 193 ، 383 ) بعثه حين لا علم قائم ، ولا منار ساطع ، ولا منهج واضح . ( الخطبة 194 ، 385 ) ثمّ إنّ اللَّه سبحانه بعث محمّدا - صلَّى اللَّه عليه وآله - بالحقّ ، حين دنا من الدّنيا الانقطاع ، وأقبل من الآخرة الإطَّلاع . وأظلمت بهجتها بعد إشراق ، وقامت بأهلها على ساق . وخشن منها مهاد ، وأزف منها قياد . في انقطاع من مدّتها ، واقتراب من أشراطها . وتصرّم من أهلها ، وانفصام من حلقتها . وانتشار من سببها ، وعفاء من أعلامها . وتكشّف من عوراتها ، وقصر من طولها .
جعله اللَّه بلاغا لرسالته ، وكرامة لأمّته . وربيعا لأهل زمانه . ورفعة لأعوانه ، وشرفا لأنصاره . ( الخطبة 196 ، 390 )

196

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست