responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 178


يغلب المقدار ( أي القدر الإلهي ) على التّقدير ، حتّى تكون الآفة في التّدبير . ( 459 ح ، 658 ) في منتخب الكنز عن ابن عساكر في تاريخه أنّه قام إلى أمير المؤمنين رجل ممّن كان شهد معه الجمل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال : بحر عميق فلا تلجه . فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر فقال : سرّ اللَّه فلا تتكلَّفه . قال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال : أمّا إذا أبيت فإنّه أمر بين أمرين ، لا جبر ولا تفويض . ( مستدرك 178 ) ( 42 ) الثواب والعقاب مدخل :
مراحل العمل بين الجبر والتخيير : تبيّن لنا سابقا أنّ الانسان ليس مخيّرا مطلقا ، ولا مسيّرا مطلقا ، إنّما هو بين الأمرين ، كما قال الإمام الصادق ( ع ) . وقد بيّن المرحوم العلامة عبد الكريم الزنجاني التداخل بين التخيير والتسيير في كلّ عمل يعمله الانسان فقال : اعلم أن كلّ عمل يصدر عن ابن آدم - خيرا كان أم شرّا - لا بدّ له من أن يمرّ بخمس مراحل : 1 - الخطور 2 - تلاؤم الطبع 3 - الشوق 4 - العزم 5 - الجزم فأمّا الثلاث الأولى فهي من خصائص الروح ، والروح من أمر اللَّه . وأمّا المرحلتين الأخيرتين فهما من خصائص الانسان نفسه ، وفيهما تظهر صفة التخيير في العمل ، أمّا الأولى فلا تخضع لإرادته ، فهو مسيّر فيها .
الثواب والعقاب على مجاهدة النفس : ويظهر من فلسفة الثواب في الاسلام ، أن الثواب لا يكون إلَّا نتيجة مجاهدة النفس .
وبناء على ذلك نفسر لما ذا يثاب الانسان على العمل الصالح بمجرد أن تنعقد نيّته عليه ، وإن لم يفعله . بينما لا يأثم على نيّة العمل السيّء ، وإن عزم عليه ما لم ينفذه .
فلو أنّ رجلا خطر بباله أن يقتل أخاه ، ووجد ذلك العمل متلائما مع طبعه ، ثم حصل له الشوق لفعله . ثم دخل العمل في المرحلة الرابعة وهي العزم ( أي الاستعداد لتنفيذ العمل ) ، ولكنه حين وصل إلى لحظة التنفيذ ، راجع نفسه فأحجم ولم يفعله ، فلا إثم عليه ، بل إن له أجر من عمل حسنة ، وذلك جزاء مغالبته لنفسه عن فعل الشر .

178

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست