نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 175
( 41 ) القضاء والقدر - الإنسان مخيّر أم مسيّر علم اللَّه تعالى لا ينفي الاختيار مدخل : قال الإمام علي ( ع ) : « القضاء والقدر ، طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسرّ اللَّه فلا تتكلَّفوه » . القضاء والقدر : نعتقد بوجوب الرضا بقضاء اللَّه وقدره ، لأنه لا يقضي إلَّا بالحق ، ولا يقدر إلَّا ما كان صوابا ، ولا يفعل إلَّا ما كان عدلا وحكمة ، مصداقا لقوله تعالى : * ( وَالله يَقْضِي بِالْحَقِّ ) * . وللقضاء والقدر في اللغة معان مختلفة . فيطلق القضاء على الخلق والإتمام ، وعلى الحكم والايجاب ، وعلى الاعلام والاخبار . بينما يطلق القدر على البيان ، وعلى الكتابة والاخبار ، وعلى تحديد مقادير الأشياء . فإذا تعلق القضاء والقدر بذوات الأشياء كان المراد بهما خلق الأشياء . أمّا بالنسبة لأفعال العباد ، فإذا كان المراد بالقضاء والقدر أن اللَّه قد بيّنها وكتبها وأعلم أنّهم سيفعلونها ، فهو صحيح ، لأنّه تعالى قد كتب ذلك أجمع في اللوح المحفوظ ، وبيّنه للملائكة . وهذا المعنى هو المتعين للاجماع ، على وجوب الرضا بقضاء اللَّه وقدره . وإن كان المراد بهما أن اللَّه قد خلق أفعال العباد وأوجدها فهو باطل ، لأنّه يستلزم القول بالجبر . ولو كان الأمر كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والأمر والنهي ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على المسئ لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، وهذا يتنافى مع التكليف والاختبار ، المبني على الإرادة والاختبار . الانسان مخير أم مسير : سئل الإمام علي الرضا ( ع ) ما معنى قول جدّك الإمام جعفر
175
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 175