responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 145


المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ( أي أن هذا الزعم كائن أيضا في الغراب إذ قالوا أن تلقيحه يكون بانتقال جزء من الماء المستقر في قانصة الذكر إلى الأنثى فتتناوله من منقاره . ومنشأ هذا الزعم في الغراب اخفاؤه تلقيحه ) . تخال قصبه مداري من فضّة ( المدراة أداة لها أسنان كالمشط ) وما أنبت عليها من عجيب داراته وشموسه خالص العقيان وفلذ الزّبرجد ( يشبّه بياض القصب بالفضة ، وصفرة الريش بالعقيان وهو الذهب ، وخضرته بالزبرجد وهو حجر كريم أخضر ) . فإن شبّهته بما أنبتت الأرض قلت : جنيّ جني من زهرة كلّ ربيع . وإن ضاهيته بالملابس فهو كموشيّ الحلل ، أو كمونق عصب اليمن ( ضرب من البرود المنقوشة ) . وإن شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان ، قد نطَّقت ( من النطاق وهو الحزام ) باللَّجين ( أي الفضة ) المكلَّل . يمشي مشي المرح المختال ، ويتصفّح ذنبه وجناحيه ، فيقهقه ضاحكا لجمال سرباله ( أي ما يلبسه ) ، وأصابيغ وشاحه . فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا ( أي صاح ) معولا بصوت يكاد يبين عن استغاثته ، ويشهد بصادق توجّعه ، لأنّ قوائمه حمش ( أي دقيقة ) ، كقوائم الدّيكة الخلاسيّة ( الديك الخلاسي هو المتولد بين دجاجتين هندية وفارسية ) . وقد نجمت من ظنبوب ساقه صيصية خفيّة ( وهي شوكة تكون في رجل الديك ) . وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشّاة . ومخرج عنقه كالإبريق . ومغرزها ( أي عنقه ) إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانيّة ( يقصد اللون النيلي ) ، أو كحريرة ملبسة مرآة ذات صقال . وكأنّه متلفّع بمعجر ( المعجر : ما تشده المرأة على رأسها كالرداء ) أسحم ( أي أسود ) إلَّا أنّه يخيّل لكثرة مائه وشدّة بريقه ، أنّ الخضرة النّاضرة ممتزجة به . ومع فتق سمعه خطَّ كمستدقّ القلم في لون الأقحوان ( أي اللون الأصفر ) ، أبيض يقق ( خالص البياض ) . فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق ( أي يلمع ) . وقلّ صبغ إلَّا وقد أخذ منه بقسط ، وعلاه بكثرة صقاله وبريقه وبصيص ديباجه ورونقه ، فهو كالأزاهير المبثوثة ، لم تربّها ( من التربية ) أمطار ربيع ولا شموس قيظ . وقد يتحسّر من ريشه ، ويعرى من لباسه ، فيسقط تترى ، وينبت تباعا ، فينحت من قصبه انحتات أوراق الأغصان ، ثمّ يتلاحق ناميا حتّى يعود كهيئته

145

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست