responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 141


والأخلاط المتباينة ، من الحرّ والبرد ، والبلَّة والجمود .
وأستأدى اللَّه سبحانه الملائكة وديعته لديهم ، وعهد وصيّته إليهم ، في الإذعان بالسّجود له ، والخشوع لتكرمته ، فقال سبحانه * ( اسْجُدُوا لِآدَمَ ) * فسجدوا إلَّا إبليس ، اعترته الحميّة ، وغلبت عليه الشّقوة ، وتعزّز بخلقة النّار ، واستهون خلق الصّلصال ، فأعطاه اللَّه النّظرة استحقاقا للسّخطة ، واستتماما للبليّة ، وإنجازا للعدة . فقال * ( قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ ) * . ثمّ أسكن سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشه ، وآمن فيها محلَّته ، وحذّره إبليس وعداوته ، فاغترّه عدوّه نفاسة عليه بدار المقام ، ومرافقة الأبرار .
فباع اليقين بشكَّه ، والعزيمة بوهنه ، واستبدل بالجذل وجلا ، وبالاغترار ندما . ثمّ بسط اللَّه سبحانه له في توبته ، ولقّاه كلمة رحمته ، ووعده المردّ إلى جنّته ، وأهبطه إلى دار البليّة ، وتناسل الذّرّيّة . ( الخطبة 1 ، 28 ) . . . فلمّا مهد أرضه ، وأنفذ أمره ، اختار آدم عليه السّلام ، خيرة من خلقه . وجعله أوّل جبلَّته ، وأسكنه جنّته ، وأرغد فيها أكله ، وأوعز إليه فيما نهاه عنه ، وأعلمه أنّ في الإقدام عليه التّعرّض لمعصيته ، والمخاطرة بمنزلته فأقدم على ما نهاه عنه - موافاة لسابق علمه - فأهبطه بعد التّوبة ليعمر أرضه بنسله ، وليقيم الحجّة به على عباده .
( الخطبة 89 ، 3 ، 174 ) وقال علي ( ع ) في الخطبة القاصعة : الحمد للَّه الَّذي لبس العزّ والكبرياء ، واختارهما لنفسه دون خلقه ، وجعلهما حمى وحرما على غيره ، واصطفاهما لجلاله ، وجعل اللَّعنة على من نازعه فيهما من عباده . ثمّ اختبر بذلك ملائكته المقرّبين ، ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين . فقال سبحانه ، وهو العالم بمضمرات القلوب ومحجوبات الغيوب * ( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُه ونَفَخْتُ فِيه مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَه ساجِدِينَ . فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ ) * اعترضته الحميّة ، فافتخر على آدم بخلقه ، وتعصّب عليه لأصله . فعدوّ اللَّه ( أي إبليس ) إمام المتعصّبين ، وسلف المستكبرين . الَّذي وضع أساس العصبيّة ، ونازع اللَّه رداء الجبريّة . وادّرع لباس التّعزّز ، وخلع قناع التّذلَّل . ألا ترون كيف صغّره اللَّه بتكبّره ، ووضّعه بترفعّه . فجعله

141

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست