responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 136


سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافّون لا يتزايلون ، ومسبّحون لا يسأمون لا يغشاهم نوم العين ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النّسيان . ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده ، والسّدنة لأبواب جنانه . ومنهم الثّابتة في الأرضين السّفلى أقدامهم ، والمارقة من السّماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم . ناكسة دونه أبصارهم ، متلفّعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزّة ، وأستار القدرة . لا يتوهّمون ربّهم بالتّصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدّونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنّظائر . ( الخطبة 1 ، 27 ) واستأدى اللَّه سبحانه الملائكة وديعته لديهم ( أي آدم ) وعهد وصيّته إليهم ، في الإذعان بالسّجود له ، والخشوع لتكرمته ، فقال سبحانه * ( اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ، إِلَّا إِبْلِيسَ ) * . ( الخطبة 1 ، 30 ) ووصف ( ع ) الطائفين بالبيت الحرام : وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه . ( الخطبة 1 ، 35 ) ومن خطبة الأشباح في صفة الملائكة : ثمّ خلق سبحانه لإسكان سماواته ، وعمارة الصّفيح الأعلى من ملكوته ، خلقا بديعا من ملائكته . وملأ بهم فروج فجاجها ، وحشا بهم فتوق أجوائها ، وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبّحين منهم في حظائر القدس ، وسترات الحجب ، وسرادقات المجد . ووراء ذلك الرّجيح الَّذي تستكّ منه الأسماع ، سبحات نور تردع الأبصار عن بلوغها ، فتقف خاسئة على حدودها .
وأنشأهم على صور مختلفات ، وأقدار متفاوتات ، أولي أجنحة تسبّح جلال عزّته ، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه ، ولا يدّعون أنّهم يخلقون شيئا معه ممّا انفرد به ، بل عباد مكرمون * ( لا يَسْبِقُونَه بِالْقَوْلِ وهُمْ بِأَمْرِه يَعْمَلُونَ ) * . جعلهم اللَّه فيما هنالك أهل الأمانة على وحيه ، وحمّلهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه ، وعصمهم من ريب الشّبهات . فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته . وأمدّهم بفوائد المعونة ، وأشعر قلوبهم تواضع إخبات السّكينة ، وفتح لهم أبوابا ذللا إلى تماجيده ، ونصب لهم منارا واضحة على أعلام توحيده . لم تثقلهم موصرات الآثام ولم ترتحلهم عقب اللَّيالي والأيّام .

136

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست