responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 102


غيره متعلَّم ، وكلّ قادر غيره يقدر ويعجز ، وكلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات ، ويصمّه كبيرها ، ويذهب عنه ما بعد منها ، وكلّ بصير غيره يعمى عن خفيّ الألوان ولطيف الأجسام ، وكلّ ظاهر غيره غير باطن ، وكلّ باطن غيره غير ظاهر . ( الخطبة 63 ، 119 ) واعلم أنّ الرّاسخين في العلم هم الَّذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب ، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فمدح اللَّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلَّفهم البحث عن كنهه رسوخا . فاقتصر على ذلك ، ولا تقدّر عظمة اللَّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين . هو القادر الَّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته ، وحاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته ، وتولَّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته ، وغمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات ، لتناول علم ذاته ، ردعها وهي تجوب مهاوي سدف الغيوب ، متخلَّصة إليه سبحانه ، فرجعت إذ جبهت معترفة ، بأنّه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته ، ولا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته .
( الخطبة 89 ، 1 ، 162 ) سبحانك ما أعظم شأنك سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر عظيمة في جنب قدرتك وما أهول ما نرى من ملكوتك وما أحقر ذلك فيما غاب عنّا من سلطانك . ( الخطبة 107 ، 208 ) وقال ( ع ) في معرض حديثه عن الملائكة : لو عاينوا كنه ما خفي عليهم منك ، لحقّروا أعمالهم ، ولزروا ( أي عابوا ) على أنفسهم ، ولعرفوا أنّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك ، ولم يطيعوك حقّ طاعتك . ( الخطبة 107 ، 209 ) الحمد للَّه الَّذي انحسرت الأوصاف عن كنه معرفته ، وردعت عظمته العقول ، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته . ( الخطبة 153 ، 271 ) فلسنا نعلم كنه عظمتك ، إلَّا أنّا نعلم أنّك حيّ قيّوم ، لا تأخذك سنة ولا نوم . لم ينته

102

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست