responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 908


النّاس في الدّنيا عاملان : عامل عمل في الدّنيا للدّنيا ، قد شغلته دنياه عن آخرته ، يخشى على من يخلفه الفقر ويأمنه على نفسه ، فيفني عمره في منفعة غيره .
وعامل عمل في الدّنيا لما بعدها ، فجاءه الَّذي له من الدّنيا بغير عمل ، فأحرز الحظَّين معا ، وملك الدّارين جميعا ، فأصبح وجيها عند اللَّه ، لا يسأل اللَّه حاجة فيمنعه .
( 269 ح ، 620 ) ( 374 ) الدنيا والآخرة العمل والتزوّد والاستعداد للآخرة - سرعة نفاد العمر مدخل :
لحياة الانسان جانبان : جانب مادي وجانب روحي ، والجانب المادي هو « الحياة الدنيا » . والدنيا شأن جميع الأشياء المادية ، وإن أعجبتنا بمظاهرها الخلَّابة ، فانّ نهايتها إلى الفناء والزوال . وما أشبه هذه الدنيا بالنبات وحبّاته ، فإذا نزل عليها المطر واختلط بترابها ، نمت وكبرت وازدهت وازدهرت ، بأصناف الألوان والأزهار ، والأكمام والثمار . ثمّ لا تلبث أن تجف وتصفرّ ، فتأتيها الرياح فتحطمها وتنفثها في الفضاء ، فتنتثر وتندثر وكأنها لم تكن .
تلك حال حياة الانسان الكافر الذي يظنّ أن وجوده هو فقط هذه الحياة المادية ، فحياته بكلّ لذاتها ومفاتنها ، لا تلبث أن تسير إلى الزوال والاندثار . إنّه أنكر الحياة الآخرة التي هي الحياة الباقية ، ونسي أن هناك حسابا وعقابا . وسرعان ما تنقضي حياته الفانية ، ويأتي إلى الآخرة ، ليجد مصيره المحتوم في نار جهنم . يقول سبحانه مصورا ذلك : * ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ ولَهْوٌ وزِينَةٌ وتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وتَكاثُرٌ فِي الأَمْوالِ والأَوْلادِ ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُه ، ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراه مُصْفَرًّا ، ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً ، وفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ ، ومَغْفِرَةٌ مِنَ الله ورِضْوانٌ ، ومَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) * « سورة الحديد - 20 » .
أمّا المؤمن الذي يبصر الآخرة بعين نظره وهو يعيش في الدنيا ، فإنّه يعمل للآخرة من خلال دنياه ، ويزرع فيها ليحصد الثمار ، ثم يجد حصيلة أتعابه في الآخرة ، حيث يأتي الكافر صفر اليدين . وهذا مؤدّى قول الإمام ( ع ) في صفة المتّقين : « شاركوا أهل الدّنيا

908

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 908
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست