نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 886
- ومنهم : المصلت لسيفه والمعلن بشرّه ، والمجلب بخيله ورجله . قد أشرط نفسه وأوبق دينه ، لحطام ينتهزه أو مقنب ( طائفة من الخيل ) يقوده أو منبر يفرعه ( أي يعلوه ) . ولبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك ثمنا ، وممّا لك عند اللَّه عوضا . - ومنهم : من يطلب الدّنيا بعمل الآخرة ، ولا يطلب الآخرة بعمل الدّنيا . قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمّر من ثوبه ، وزخرف من نفسه للأمانة ، واتّخذ ستر اللَّه ذريعة إلى المعصية . - ومنهم : من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه ، وانقطاع سببه . فقصرته الحال على حاله ، فتحلَّى باسم القناعة ، وتزيّن بلباس أهل الزّهادة ، وليس من ذلك في مراح ولا مغدي . ثم يذكر ( ع ) الفئة الثانية من الراغبين في اللَّه فيقول : وبقي رجال غضّ أبصارهم ذكر المرجع ، وأراق دموعهم خوف المحشر ، فهم بين شريد نادّ ، وخائف مقموع ، وساكت مكعوم ، وداع مخلص ، وثكلان موجع . قد أخملتهم التّقيّة ، وشملتهم الذّلَّة . فهم في بحر أجاج ، أفواههم ضامرة ( أي ساكنة ) ، وقلوبهم قرحة . قد وعظوا حتّى ملَّوا ، وقهروا حتّى ذلَّوا ، وقتلوا حتّى قلَّوا . فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ ، وقراضة الجلم ( مقراض يقصّ به الصوف ) . واتّعظوا بمن كان قبلكم ، قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم . وارفضوها ذميمة ، فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم . ( الخطبة 32 ، 86 ) فأصلح مثواك ، ولا تبع آخرتك بدنياك . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) وإيّاك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربّك في طلب الدّنيا . ( الخطبة 308 ، 558 ) ( 371 ) الذم للانسان وليس للدنيا مدخل : إنّ الاسلام المتمثل في نهج بلاغة الإمام علي ( ع ) يرى علاقة الانسان بالدنيا ، كعلاقة
886
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 886