نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 682
خاصّيّتان الشّهوة والغضب ، وانبعاثها من القلب ، وهي أشبه الأشياء بنفس السّباع . والنّاطقة القدسيّة ولها خمس قوى ، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة ، وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنّفوس الملكية ، ولها خاصّيّتان النّزاهة والحكمة . والكلَّية الإلهيّة ولها خمس قوى ، بقاء في فناء ونعيم في شقاء وعزّ في ذلّ وغنى في فقر وصبر في بلاء ، ولها خاصّيّتان الرّضا والتّسليم ، وهذه هي الَّتي مبدؤها من اللَّه ، وإليه تعود ، قال اللَّه تعالى * ( وَنَفَخْتُ فِيه مِنْ رُوحِي ) * ، وقال تعالى * ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) * . والعقل وسط الكلّ ، لكيلا يقول أحدكم شيئا من الخير والشّرّ إلَّا بقياس معقول . ( مستدرك 159 ) العلم صبغ النّفس ، وليس يفوق ( أي يعظم ) صبغ الشّيء حتّى ينظف من كلّ دنس . ( حديد 110 ) ( تقسيم الحوادث النفسية ) مدخل : تقسم الحوادث النفسية في الانسان إلى ثلاثة أقسام بحسب الوظائف الأساسية التي تقوم بها النفس ، من : حس وتفكير وإرادة . فالانسان يشعر : 1 - بحالات عقلية ، كالإدراك والتفكير . 2 - بحالات فاعلة ، كالعزم والإرادة . 3 - بحالات انفعالية ، كاللذات والآلام والتهيجات . وهذا مطابق لرأي القائلين بأن الانسان مركب من : عقل وإرادة وقلب . ولا بد هنا من التفريق بين نوعين من اللذات والالآم : 1 - اللذات والآلام الجسدية ، وهي ما يدعى ( الاحساس الانفعالي ) وهي ناشئة عن تبدلات عصوية ، مثل الجوع والعطش . . . 2 - اللذات والآلام النفسية ، وهي ما يدعى ( الهيجانات ) وهي لا تحدث إلَّا بعد التصور والتفكير ، مثل : الحب والكره - الخوف والجبن - الغم والحزن . . . وقد يفرق بين الهيجان والعاطفة بان الهيجان أسرع حدوثا من العاطفة .
682
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 682