responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 611


بائقته ، وصلح لا تخشى غائلته . وتفقّد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك .
واعلم - مع ذلك - أنّ في كثير منهم ضيقا فاحشا ، وشحّا قبيحا ، واحتكارا للمنافع ، وتحكَّما في البياعات . وذلك باب مضرّة للعامّة وعيب على الولاة . فامنع من الاحتكار ، فإنّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - منع منه . وليكن البيع بيعا سمحا : بموازين عدل ، وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع . فمن قارف حكرة بعد نهيك إيّاه فنكَّل به ، وعاقبه في غير إسراف . ( الخطبة 292 ، 3 ، 530 ) ( 225 ) معاملة الطبقة السفلى ( المحرومين ) ويتابع الإمام ( ع ) كتابه لمالك الأشتر قائلا : ثمّ اللَّه اللَّه في الطَّبقة السّفلى من الَّذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزّمنى ( أي أصحاب العاهات المانعة من الكسب ) ، فإنّ في هذه الطَّبقة قانعا ( أي سائلا ) ومعترا ( أي يعطى بلا سؤال ) . واحفظ للَّه ما استحفظك من حقّه فيهم ، واجعل لهم قسما من بيت مالك ، وقسما من غلَّات صوافي الإسلام في كلّ بلد ، فإنّ للأقصى منهم مثل الَّذي للأدنى ، وكلّ قد استرعيت حقّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطر ، فإنّك لا تعذر بتضييعك التّافه ، لإحكامك الكثير المهمّ . فلا تشخص ( أي لا تصرف ) همّك عنهم ، ولا تصعّر خدّك لهم ، وتفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن تقتحمه العيون ، وتحقره الرّجال . ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتّواضع ، فليرفع إليك أمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللَّه يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء من بين الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلّ فاعذر إلى اللَّه في تأدية حقّه إليه . وتعهّد أهل اليتم وذوي الرّقّة في السّنّ ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب للمسألة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل ( والحقّ كلَّه ثقيل ) . وقد يخفّفه اللَّه على أقوام طلبوا العاقبة فصبّروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود اللَّه لهم .
واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرّغ لهم فيه شخصك ، وتجلس لهم مجلسا عامّا

611

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست