responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 524


وتكلفّه ما كفي ، لعجز حاضر ، ورأي متبّر ( أي هالك صاحبه ) . وإنّ تعاطيك الغارة على أهل قرقيسيا ( وهي بلد على الفرات ) وتعطيلك مسالحك الَّتي ولَّيناك ، ليس بها من يمنعها ولا يردّ الجيش عنها ، لرأي شعاع ( أي متفرق ) . فقد صرت جسرا لمن أراد الغارة من أعدائك على أوليائك ، غير شديد المنكب ، ولا مهيب الجانب ، ولا سادّ ثغرة ، ولا كاسر لعدوّ شوكة ، ولا مغن عن أهل مصره ، ولا مجز عن أميره . ( الخطبة 300 ، 546 ) وقال ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : لا تدعونّ إلى مبارزة ، وإن دعيت إليها فأجب . فإنّ الدّاعي إليها باغ ، والباغي مصروع . ( 233 ح ، 608 ) وفي حديثه ( ع ) إنّه ودع جيشا يغزيه فقال : أعذبوا عن النّساء ما استطعتم ( أي لا تشغلوا أنفسكم بذكرهن ) . ( 7 غريب كلامه 616 ) ( 189 ) عقد الصلح قال الإمام علي ( ع ) : ولا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك وللَّه فيه رضا ، فإنّ في الصّلح دعة لجنودك وراحة من همومك ، وأمنا لبلادك . ولكن الحذر كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه ، فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل ، فخذ بالحزم ، واتّهم في ذلك حسن الظَّنّ . وإن عقدت بينك وبين عدوّك عقدة أو ألبسته منك ذمّة ، فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمّتك بالأمانة ، واجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت ، فإنّه ليس من فرائض اللَّه شيء النّاس أشدّ عليه اجتماعا ، مع تفرّق أهوائهم وتشتّت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود .
وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر ( أي وجدوا عواقب الغدر وبيلة ) . فلا تغدرنّ بذمّتك ولا تخيسنّ بعهدك ، ولا تختلنّ عدوّك ، فإنّه لا يجترئُ على اللَّه إلَّا جاهل شقي . وقد جعل اللَّه عهده وذمّته أمنا أفضاه بين العباد برحمته ، وحريما يسكنون إلى منعته ، ويستفيضون إلى جواره .

524

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست