responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 448


من كلام قاله ( ع ) لعبد اللَّه بن عبّاس ، وقد بعث عثمان معه رسالة يطلب فيها من الإمام علي ( ع ) أن يغادر المدينة ، ليقل هتف الناس باسمه للخلافة . قال « ع » : يا بن عبّاس ، ما يريد عثمان إلَّا أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب ( أي كالجمل الذي يخرج الماء بالدلو الكبيرة ) : أقبل وأدبر . بعث إليّ أن أخرج ، ثمّ بعث إليّ أن أقدم ، ثمّ هو الآن يبعث إليّ أن أخرج واللَّه لقد دفعت عنه حتّى خشيت أن أكون آثما . ( الخطبة 238 ، 440 ) ( 154 ) دور معاوية في مقتل عثمان مدخل :
كان معاوية والي عثمان على الشام ، وكانت تجمعه مع عثمان القرابة الأموية . بيد أن الخصومة بين أبناء العم على المنصب واردة ، لا سيما من شخص كمعاوية ليس له من هدف في الحياة غير المادة . وكان يبيح لنفسه للوصول إلى ذلك كل وسيلة .
وقد كان معاوية يرى أن مقتل عثمان يفيده في أمرين : أولا : يفتح له المجال للوصول إلى الخلافة .
ثانيا : يتهم عليا ( ع ) بدمه فيكون ذلك ذريعة له لحربه والتخلص منه .
والحقيقة أن معاوية أجرى بدهائه حلفا سريا مع صديقه عثمان ، بأنه يحميه إذا ما تعرض إلى أي خطر ، مقابل تركه على ولاية الشام . . وحين ثارت ثائرة الثوار على عثمان ، وجاؤا من مصر إلى المدينة وأحاطوا ببيته ، بعث إلى معاوية يطلب منه تنفيذ الاتفاق السري . فبعث معاوية جيشا إلى المدينة ، وأوصاهم بعدم دخولها إلَّا حين يبلغهم مقتل عثمان . فعسكر جيش معاوية في ظاهر المدينة يتربص الاخبار ، حتى إذا علم بذبح عثمان ، دخل المدينة مدّعيا تأخره في الوصول لنجدة الخليفة المظلوم .
وهذا يفسر لنا لما ذا كان عثمان يتعفف عن قبول نصرة الإمام علي ( ع ) حين عرضها عليه للدفاع عنه ، لكنه ( ع ) رغم ذلك بعث بابنيه الحسن والحسين ( ع ) ليكونا في صفوف الحامية التي وقفت تدافع على بابه . فقد كان عثمان ينتظر نجدة معاوية ، متأكدا من قدرتها على حمايته في الوقت المناسب ، ولكن خانه الحظ ممن نصب له فخ الغدر والهلاك .
يظهر من هذا أن معاوية كان من أكبر عوامل مقتل عثمان . لكنه حتى يزيح التهمة

448

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 448
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست