نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 447
والأرضين كانتا على عبد رتقا ، ثمّ اتّقى اللَّه لجعل اللَّه له منهما مخرجا . لا يؤنسنّك إلَّا الحقّ ، ولا يوحشنّك إلَّا الباطل . فلو قبلت دنياهم لأحبّوك ، ولو قرضت منها لأمّنوك . ( الخطبة 128 ، 241 ) وقال ( ع ) لما اجتمع الناس إليه وشكوا ما نقموه على عثمان ، وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم ، فدخل عليه فقال : إنّ النّاس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم ( أي جعلوني سفيرا ) . وواللَّه ما أدري ما أقول لك ما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلَّك على أمر لا تعرفه . إنّك لتعلم ما نعلم . ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغكه . وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا . وصحبت رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - كما صحبنا . وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطَّاب بأولى بعمل الحقّ منك . وأنت أقرب إلى رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - وشيجة رحم منهما . وقد نلت من صهره ما لم ينالا . فاللَّه اللَّه في نفسك فإنّك واللَّه ما تبصّر من عمى ، ولا تعلَّم من جهل . وإنّ الطَّرق لواضحة ، وإنّ أعلام الدّين لقائمة . فاعلم أنّ أفضل عباد اللَّه عند اللَّه إمام عادل ، هدي وهدى . فأقام سنّة معلومة وأمات بدعة مجهولة . وإنّ السّنن لنيّرة ، لها أعلام . وإنّ البدع لظاهرة لها أعلام . وإنّ شرّ النّاس عند اللَّه إمام جائر ضلّ وضلّ به . فأمات سنّة مأخوذة ، وأحيا بدعة متروكة . وإنّي سمعت رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - يقول : « يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، فيلقى في نار جهنّم ، فيدور فيها كما تدور الرّحى ، ثمّ يرتبط في قعرها » . وإنّي أنشدك اللَّه أن لا تكون إمام هذه الأمّة المقتول فإنّه كان يقال : يقتل في هذه الأمّة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويبثّ الفتن فيها ، فلا يبصرون الحقّ من الباطل . يموجون فيها موجا ، ويمرجون فيها مرجا . فلا تكوننّ لمروان سيّقة ، يسوقك حيث شاء ، بعد جلال السّنّ وتقضّي العمر . فقال له عثمان رضي اللَّه عنه : كلَّم الناس في أن يؤجّلوني ، حتّى أخرج إليهم من مظالمهم . فقال عليه السّلام : ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه . ( الخطبة 162 ، 291 )
447
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 447