نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 41
قيمة نهج البلاغة لا يشك أديب أو مؤرخ أو عالم ديني أو اجتماعي فيما « لنهج البلاغة » من قيمة جلى ، وأنه في مصافّ الكتب المعدودة ، التي تعتبر من أمهات حضارتنا العربية . . كيف لا ، ونهج البلاغة هو كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ، ذلك الإمام الذي كان قدوة مثالية للمسلمين ونبراساً رائداً للمؤمنين ، حتى أن الخليل بن أحمد حين سئل : ما تقول في الإمام علي ( ع ) ؟ قال قوله المأثور : احتياج الكل إليه ، واستغناؤه عن الكل ، دليل على أنه إمام الكل في الكل . لقد بذل هذا الإمام العظيم كل ما عنده من العلوم والطاقات ، وضحى بالكثير من حقوقه ، ليكون الإنسان المثالي ، ليس للإسلام فحسب ، بل للإنسانية جمعاء . ولقد حاول أعداؤه ستر مناقبه وفضائله ، ولكنها كالمسك كلما سُتِر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوّع نشره . وما أقول في رجل طمس أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه مناقبه خوفاً ، وظهر من بين ذين ماملأ الخافقين ؟ ! . إن نهج البلاغة هو أعظم كتاب أدبي وديني وأخلاقي واجتماعي ، بعد القرآن الكريم والحديث الشريف . وقد قيل في كلام الإمام علي ( ع ) : هو دون كلام الخالق ، وفوق كلام المخلوق ، بعد كلام النبي ( ص ) . وهو أحد المصادر الأربعة ، التي لا غنى للأديب العربي عنها ، وهي القرآن الكريم ونهج
41
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 41