( 84 ) مكة المكرمة والكعبة المشرفة والحج قال الإمام علي ( ع ) : وفرض عليكم حجّ بيته الحرام ، الَّذي جعله قبلة للأنام ، يردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام . وجعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزّته .واختار من خلقه سمّاعا أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه . يحرزون الأرباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته . جعله سبحانه وتعالى للاسلام علما ، وللعائذين حرما ، فرض حقّه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليكم وفادته ، فقال سبحانه : * ( وَلِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ ) * . ( الخطبة 1 ، 35 ) من خطبة له ( ع ) في ذكر يوم النحر وصفة الأضحية : ومن تمام الأضحية استشراف أذنها ، وسلامة عينها ، فإذا سلمت الأذن والعين سلمت الأضحية وتمّت ، ولو كانت عضباء القرن ، تجرّ رجلها إلى المنسك ( أي المذبح ) . ( الخطبة 53 ، 110 ) . . . وحجّ البيت واعتماره ، فإنّهما ينفيان الفقر ويرحضان الذّنب .( الخطبة 108 ، 213 ) ألا ترون أنّ اللَّه سبحانه : اختبر الأوّلين من لدن آدم صلوات اللَّه عليه ، إلى الآخرين من هذا العالم ، بأحجار لا تضرّ ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الَّذي جعله للنّاس قياما . ثمّ وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا ، وأقلّ نتائق الدّنيا مدرا .وأضيق بطون الأودية قطرا . بين جبال خشنة ، ورمال دمثة ، وعيون وشلة ( قليلة الماء ) وقرى منقطعة . لا يزكو بها خفّ ، ولا حافر ولا ظلف . ثمّ أمر آدم عليه السّلام وولده أن بثنوا أعطافهم نحوه ، فصار مثابة لمنتجع أصفارهم ، وغاية لملقى رحالهم . تهوي