نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 216
فحفظ المنسوخ ، ولم يحفظ النّاسخ . فلو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه . 4 - الصادقون الحافظون : وآخر رابع ، لم يكذب على اللَّه ، ولا على رسوله ، مبغض للكذب ، خوفا من اللَّه ، وتعظيما لرسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - ولم يهم ، بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه . فهو حفظ النّاسخ فعمل به ، وحفظ المنسوخ فجنّب عنه ، وعرف الخاصّ والعامّ ، والمحكم والمتشابه ، فوضع كلّ شيء موضعه . وقد كان يكون من رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - الكلام له وجهان : فكلام خاصّ ، وكلام عامّ ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى اللَّه سبحانه به ، ولا ما عنى رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - فيحمله السّامع ويوجّهه على غير معرفة بمعناه ، وما قصد به ، وما خرج من أجله . وليس كلّ أصحاب رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - من كان يسأله ويستفهمه ، حتّى إن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابيّ والطَّارئُ ، فيسأله عليه السّلام ، حتّى يسمعوا ، وكان لا يمرّ بي من ذلك شيء إلَّا سألته عنه ، وحفظته . فهذه وجوه ما عليه النّاس في اختلافهم ، وعللهم في رواياتهم . ( الخطبة 208 ، 401 ) وقال ( ع ) : اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية ، فإنّ رواة العلم كثير ، ورعاته قليل . ( 98 ح ، 582 ) ( 56 ) سنة رسول اللَّه ( ص ) قال الإمام علي ( ع ) : وما كلَّفك الشّيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النّبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله - وأئمّة الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللَّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللَّه عليك . ( الخطبة 89 ، 1 ، 162 ) واقتدوا بهدي نبيّكم فإنّه أفضل الهدي ، واستنّوا بسنّته فإنّها أهدى السّنن . ( الخطبة 108 ، 213 )
216
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 216