responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 179


وفي المقابل لو نوى الانسان عمل خير ، وحين التنفيذ اعترضه عارض منعه من التنفيذ ، فله أجر العمل كاملا ، وإن لم يفعله . وذلك لأنّ نية فعل الخير ، هي نتيجة لمغالبة الهوى ومجاهدة النفس عن فعل الشرّ ، والأجر يكون على تلك المغالبة وتلك المجاهدة .
لما ذا كتب اللَّه على نفسه الرحمة وهنا يتبادر السؤال : إذا كان اللَّه عادلا ، فلما ذا يغفر الذنوب ، وفي أي حساب دخلت المغفرة .
والجواب كامن فيما فصّلناه من مراحل العمل . فبما أن المراحل الثلاث الأولى ، وهي : الخطور والتلاؤم والشوق ، ليست من الانسان وليس مخيّرا فيها ، بل هو مخيّر فقط في المرحلتين الأخيرتين وهما : العزم والتنفيذ ، كان الانسان مخيرا في اثنتين ومسيّرا في ثلاث ، ولذلك كانت مغفرة اللَّه في محلها ، مصداقا لقوله تعالى * ( كَتَبَ عَلى نَفْسِه الرَّحْمَةَ ) * .
لما ذا تكون الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة : وللردّ على هذا السؤال يقول الفيلسوف الزنجاني رحمه اللَّه : إنّ في الانسان ثلاث قوى تدفعه لفعل الشر ، وهي النفس والهوى والشيطان . في حين توجد فيه قوة واحدة تدفعه إلى الخير ، وهي العقل . فإذا تمكَّن المؤمن بعقله أن يتغلب على هذه القوى الثلاث المتضافرة مع بعضها ، وأن يفعل الحسنة ، فان الحسنة تعتبر له بعشرة أمثالها . والسبب في ذلك أن شدة هذه القوى الثلاث حال تضافرها لا يكون بجمعها مع بعضها ، بل بضربها ببعضها فتصبح تسعة 3 3 9 ، يضاف إليها فعل الحسنة وهو واحد ، فتصبح عشرة . وأمّا فعل السيئة فهو عبارة عن تغلَّب نوازع الشرّ على عقل الانسان ، وهو تغلب على واحد ، فتعتبر بواحدة .
( 43 ) الثواب والعقاب قال الإمام علي ( ع ) : فواللَّه لو حننتم حنين الولَّه العجال ، ودعوتم بهديل الحمام ، وجأرتم جؤار متبتّلي الرّهبان ، وخرجتم إلى اللَّه من الأموال والأولاد ، التماس القربة إليه ، في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه ، وحفظتها رسله ، لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه ، وأخاف عليكم من عقابه . ( الخطبة 52 ، 109 ) إنّه ليس شيء بشرّ من الشّرّ إلَّا عقابه ، وليس شيء بخير من الخير إلَّا ثوابه . ( الخطبة 112 ، 221 )

179

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست