responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 147


إلى النّملة في صغر جثّتها ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبّت على أرضها وصبّت على رزقها ، تنقل الحبّة إلى جحرها ، وتعدّها في مستقرّها . تجمع في حرّها لبردها ، وفي وردها لصدرها ( الصّدر الرجوع بعد الورود ) . مكفول برزقها ، مرزوقة بوفقها . لا يغفلها المنّان ، ولا يحرمها الدّيّان ، ولو في الصّفا اليابس ، والحجر الجامس ( أي الجامد ) . ولو فكَّرت في مجاري أكلها ، في علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ( أطراف الأضلاع التي تشرف على البطن ) ، وما في الرّأس من عينها وأذنها - لقضيت من خلقها عجبا ، ولقيت من وصفها تعبا . فتعالى الَّذي أقامها على قوائمها ، وبناها على دعائمها . لم يشركه في فطرتها فاطر ، ولم يعنه على خلقها قادر . ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ، ما دلَّتك الدّلالة إلَّا على أنّ فاطر النّملة هو فاطر النّخلة ، لدقيق تفصيل كلّ شيء ، وغامض اختلاف كلّ حيّ . وما الجليل واللَّطيف ، والثّقيل والخفيف ، والقويّ والضّعيف ، في خلقه إلَّا سواء . ( الخطبة 183 ، 335 ) سبحان من أدمج قوائم الذّرّة ( أي النملة ) والهمجة ( أي الذبابة الصغيرة ) إلى ما فوقهما من خلق الحيتان والفيلة . ووأى على نفسه ألَّا يضطرب شبح ممّا أولج فيه الرّوح ، إلَّا وجعل الحمام موعده ، والفناء غايته . ( الخطبة 163 ، 297 ) ( 32 ) الوحوش والحيتان وكبار المخلوقات وقال الإمام علي ( ع ) : سبحان من أدمج قوائم الذّرّة والهمجة إلى ما فوقهما من خلق الحيتان والفيلة . ( الخطبة 163 ، 297 ) يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ، ومعاصي العباد في الخلوات ، واختلاف النّينان ( جمع نون وهو الحوت ) في البحار الغامرات ، وتلاطم الماء بالرّياح العاصفات . ( الخطبة 196 ، 387 )

147

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست