responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 144


عجائب صور ظاهرة ، وركَّبها في حقاق مفاصل محتجبة ، ومنع بعضها بعبالة خلقه ( أي ضخامته ) أن يسمو في الهواء خفوفا ، وجعله يدفّ دفيفا ( الدفيف : تحريك الجناحين والرجلين على الأرض ) . ونسقها على اختلافها في الأصابيغ ، بلطيف قدرته ودقيق صنعته . فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ، ومنها مغموس في لون صبغ قد طوّق بخلاف ما صبغ به . ( الخطبة 163 ، 293 ) فتبارك اللَّه الَّذي يسجد له من في السّموات والأرض طوعا وكرها ، ويعفّر له خدّا ووجها ، ويلقي إليه بالطَّاعة سلما وضعفا ، ويعطي له القياد رهبة وخوفا . فالطَّير مسخّرة لأمره . أحصى عدد الرّيش منها والنّفس ، وأرسى قوائمها على النّدى واليبس . وقدّر أقواتها ، وأحصى أجناسها . فهذا غراب وهذا عقاب . وهذا حمام وهذا نعام . دعا كلّ طائر باسمه ، وكفل له برزقه . ( الخطبة 183 ، 337 ) ( 29 ) الطاوس وقال الإمام علي ( ع ) عن عجيب خلقة الطاوس : ومن أعجبها خلقا الطَّاووس الَّذي أقامه في أحكم تعديل ، ونضّد ألوانه في أحسن تنضيد ، بجناح أشرج قصبه ( أي داخل بين آحاده ونظمها على اختلافها في الطول والقصر ) ، وذنب أطال مسحبه . إذا درج إلى الأنثى نشره من طيّه ، وسما به مطلَّا على رأسه ( أي مشرفا عليه كأنّه يظلله ) كأنّه قلع ( أي شراع السفينة ) داريّ ( الداري : جالب العطر في البحر من منطقة دارين بالبحرين ) عنجه نوتيّه ( أي عطفه الملاح ) .
يختال بألوانه ويميس بزيفانه ( أي يتبختر بتحريك ذنبه يمينا وشمالا ) . يفضي ( أي يجامع أنثاه ) كإفضاء الدّيكة ، ويؤرّ ( أي يأتي أنثاه ) بملاقحة أرّ الفحول المغتلمة في الضّراب ( أي التي غلبتها شهوة الملاقحة ) . أحيلك من ذلك على معاينة ، لا كمن يحيل على ضعيف إسناده . ولو كان كزعم من يزعم إنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه ، فتقف في ضفّتي جفونه ، وإنّ أنثاه تطعم ذلك ، ثمّ تبيض لا من لقاح فحل سوى الدّمع

144

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست