نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 27
أمته فيه بالشفاعة إلى الله ، واتباعه بالثناء والحمد والدعاء ، وهذه هي الصلاة التي كانت مكتوبة إذ ذاك على أموات أهل الاسلام ، ولو كان أبو طالب مات كافرا لما وسع رسول الله صلى الله عليه وآله الثناء عليه بعد الموت ، والدعاء له بشئ من الخير ، بل كان يجب عليه اجتنابه ، واتباعه بالذم واللوم على قبح ما أسلفه من الخلاف له في دينه ، كما فرض الله عز وجل ذلك عليه للكافرين ، حيث يقول : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) ( 11 ) . وفي قوله : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) ( 2 ) . وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، ثبت أن أبا طالب رضي الله عنه مات مؤمنا ، بدلالة فعله ومقاله ، وفعل نبي الله صلى الله عليه وآله به ومقاله ، حسبما شرحناه . ويؤكد ذلك ما أجمع عليه أهل النقل من العامة والخاصة ، ورواه أصحاب الحديث عن رجالهم الثقات من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل فقيل له : ما تقول في عمك أبي طالب ، يا رسول الله ، وترجو له ؟ قال : " أرجو له كل خير من ربي " ( 3 ) . فلولا أنه رحمة الله عليه مات على الإيمان لما جاز من رسول
( 1 ) سورة التوبة 9 : 85 . ( 2 ) سورة التوبة 9 : 115 . ( 3 ) الحجة على الذاهب : 94 ، شرح نهج البلاغة 14 : 68 ، تاريخ الاسلام للذهبي 1 : 138 .
27
نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 27